(إلى رَجُلٍ مُجْهَدٍ يَبْحَثُ عَنَّى) - شريفة السيد

كأروع ما رأيتُ العشْقَ
والأحلامَ والفُلاَّّ

وفي صمتِ المحبِّ العفِّّ
كُنْتَ تردِّدُ السُّؤْلا

يردِّدُ صوُتكَ الحْاني:
وكيف أراكِ يا ليلى؟!

يكرِّرُ مرة ً أُخرى: متى تأتينَ يا ليلى؟؟
* * *

أنا ليلاكَ ... فلتنظُرْ
عيوني منبعُ الأشواقْ

أنا ليلاكَ ... ما انطفأتْ
بقلبي خفقةُ العشاقْ

حَفِظْتُك بين أغصاني
وذُقتُكَ ألفَ ألفَ مذاقْ

فهلْ تاه العبيرُ اليومَ
عن ورْدٍ يزين السَّاقْ ؟؟

* * *
أنا ليلاك صدِّقْني

تأمَّلْ قلبيَ المفتونْ
سيُدهشُكَ اختراق رصاصِكَ

المجنون للمجنونْ
ستعرفُ أنَّكَ البحَّارُ

قادَ الزورق المطعونْ
وما زالتْ دماءُ القلب

فوق يديكَ والسِّكينْ
* * *

أنا ليلى التي احترفتْكَ
تصديقًا وبُهتانا

وظلَّتْ كالسَّنا المذبوح
تسْرِى فيكَ ألحانا

أنا والحبُ أحببناكَ
واتفقتْ (نوايانا)

دَعَونا... أنْ يحين الوقتُ
في دأبٍ لتلقانا

* * *
أفقْ من غفوةِ النسيان

واذُكرْ قلبيَ المعصورْ
وأَنِّى سيِّدات ُالأرض

تحيا حُلْمَها المبتورْ
أفق.. واذكر ضفائري

التي جمَّلْتَها بالنورْ
غناءً في أصابعنا

كعصفورٍ رأى عصف
* * *

تذكَّرْ ... وقْت خلوتنا
وكانَ الحبُّ ساقِيهِ

فغارتْ منْ دمى (لُبنى)
لأنَّ دماك تُؤويهِ

و(عبلةُ) لملمَتْ حُلْمًا قضتْ عُمْرًا تُناجيهِ
وسهمُكَ إذ ْ رَمَى مَرَحِى

يُقَتِّلُهُ ويُحييهِ
* * *

رأيتُكَ في ليالينا
تضيء حديقتي سرِّا

وكان حنينُكَ السَّاجي
يعانقُ صبْرِيَ المُرَّا

يُفتِّتُ ثلجيَ المحزونَ
يقطِفُ ضحكتي تَمْرا

يوزِّعُه ُعلى الفقراء
يكسو ذُلَّهُمْ كِبرا

* * *
أنا ليلاكَ والله ِ

ولستُ أُعاتبُ الزَّمنا
سأعرف ُ كيف أوقِفُهُ

ليبدأ وَقتهُ معَنا
سنعزفُ قصة ًأولى

وكل الكون ِيسمعُنا
نجدِّدُ في ملامحها

ونرفضُ أن تودِّعَنا
* * *

أنَجْمَتِيَ التي رقصَتْ
على جَفْني، ألا انزلقي

ودُوسي فوقَ عُشْبِ الخدِّ
بالنيران واحترقي

أنا ابنة ُ هذه الأيام
دمع ُالعين مُنطلقي

لأنَّ ربيعيَ المنشودَ
لمْ يعرفْ هُنا طُرُقي

* * *
أقيْسِي، كيفَ لمْ ترَني؟

تُفتِّشُ فيكَ عنِّىَ.. كيفْ؟
أنا ليلى التي انتظرتْ

قُدومَكَ في الشتا والصَيفْ
تحلِّقُ فيكَ أحلامي

وأسْكُنُ في حدود ِالطَيفْ؟ّ!
فحاوِلْ أنْ ترى وَردْى ِ

لقد حانتْ فصولُ القطف .
يونيو 1998

شعر / شريفة السيد
من ديوان (ملامح أخرى لامرأة ٍعنيدة) هيئة الكتاب / 2004

مع أجمل وأرق الأماني
شريفة

© 2024 - موقع الشعر