شفي غليل - عبدالله النويهي

الحمد لله منه الفضلُ والجودُ
حمداً كثيراً ولو في لعيش تنكيدُ

سألتُ ربّي فما لي غيره سنداً
يا بئسما من بغير الله مسنودُ

سألته وأنا ابن الشام عن فرجٍ
فالحال بائسة والباب موصودُ

ماذا أقول وهذا القوم قد ذبحوا
بغير ذنب وذاك القوم مفقودُ

رصاصة القتل لم تفتكْ بنا خطأً
فقصدها في صدور القوم تسديدُ

مات الشباب ومات الشائبون معاً
ظلماً ووالدةٌ ماتت ومولودُ

من بين دبابةٍ نحيا وراجمةٍ
وللقذائف إيقاعٌ وترديدُ

والقصف يحضننا من كل ناحيةٍ
يضيء ليلاً وهدم البيت مقصودُ

والطفل يسأل كيف العيش يا أبتي؟
والسقف منقصف والبيت مهدود

أجابه الأب يبكي وهْو مبتسمٌ
صبراً بنيّ فإن الله موجود

إن يهدموا بيتنا فالأرض واسعةٌ
صبراً بنيّ فبعد اليوم تشريدُ

من للعجوز تقول: ارجع أيا ولدي
تبكي عليه وفي الوجه التجاعيدُ

حيث ابنها في شغاف القبر يكنفه
كوم التراب وما المقبور مردودُ

انظر إلى البرك الحمراء في وطني
ما كنت أعهد أن القتل معهودُ

دعني أنفض عن همي وعن ألمي
قد ضقت ذرعا وهذا الجسم مجهودُ

سأكتب الشعر عل الشعر يسعفني
لو كان يسعف في البلوى الأناشيد

أكان ذنباً لأن شئنا كرامتنا
أم ليس في وطني لليل تبديدُ

أم كان يحكمنا في الأرض أرذلنا
أم كان يحكم سكّيرٌ وعربيد

يا أيها العرب سحقاً للشعور بكم
أضحى بمهلتكم للقتل تمهيدُ

أما ترون جراح الشام نازفةً؟
أم قد رأيتم وقلتم ذاك تفنيد؟

تركتم الشام فيها كلّ نازلةٍ
قتلٌ ونهبٌ وتشبيحٌ وتجنيدُ

ماتت عروبتنا من غيّ قادتنا
فالعار فخرٌ وللأنذال تمجيدُ

يا أيها الشعب لا تأبه لما فعلوا
فالرأس مرتفع والعزم مشدود

فانشد تحررنا ضاقت بنا حِقَبٌ
إنّ التحرر للأحرار منشودُ

غداً غداً سنردّ الأرض مزهرةً
وفوق أرضي يقام العرس والعيدُ

وننشد الفرح المخضل من دمنا
حتّى تزلزل في الدنيا الأغاريدُ

أقول قولي ولا أخشى عواقبه
ربي سينصرني والحر صنديدُ

والحمد لله في بدء وخاتمة
قد حق لله تسبيح وتحميدُ

© 2024 - موقع الشعر