الحمار والأحرار

لـ لطفي القسمي، ، في الوطنيات، 20، آخر تحديث

الحمار والأحرار - لطفي القسمي

عندما جاء الجزار
دخل مدينة الأنوار
فخرج الحمار
وقدم الحليب والثمار
ففرح الجزار
وعفى عن الحمار
وأعطى له العلف ليجتر
حول المدينة رابط الأحرار
ورموا منزل الجزار
الجزار غضب وأرسل الإنذار
طيورا قصفت الأحرار
الأحرار تغطوا بالأحجار
واحتموا بالأشجار
وأقسموا على الانتصار
وقطع دابر الجزار
فكتب الله لهم الانتصار
وأخرجوا الجزار من الديار
وعندما رأى الحمار الوطن تحرر
خرج من القفار
وصعد المنبر
وأعلن الانتصار
وقلد نفسه وسام البطل المغوار
وسلب الأحرار طعم الانتصار
وأرسلهم إلى القفار
وأسدل الستار
أحفاد الأحرار عاشوا بين الأحجار
وعاشوا وسط الاحتقار
وصمدوا رغم الافتقار
وقطعوا الوديان والانهار
وبنوا مستقبلا وسط الاعصار
لكن الأمر لم يرق حفدة الحمار
فخرجوا لمواجهة أبناء الأحرار
وصعدوا المنبر كما فعل الحمار
وأعلنوا أن حفدة الأحرار أشرار
ولا يجوز معهم الحوار
ولا حق لهم في وطن حرره الحمار
وأرسلوا رموز الاستعمار
ليقمعوا صوت الأحرار
فأعلن حفدة الأحرار
أن الوطن الذي حرره الأحرار
سرقه من قدم الحليب والثمار للجزار
ولا يجوز لنا ترك وطننا في يد الحمار
فأعلنوا في بيان الإخبار
أننا نحن أبناء الأحرار
نعلن أن حقنا غير قابل للاندحار
وطريقنا إليه هو الانتصار
فاستعد يا حمار
سنسترجع ما سرقته ذات يوم من الأحرار
© 2024 - موقع الشعر