لا تقفي أمامي صامتة

لـ لطفي القسمي، ، في العتب والفراق، 15، آخر تحديث

لا تقفي أمامي صامتة - لطفي القسمي

لا تقفي أمامي صامتة
فسكون المكان يرعبني
لا تنظري إلي نظرة حادة
قادمة من ظلال أنفاسك
أنا عن نفسي لم أنسى ماضينا
لم أنسى أوقات جمعتنا
أنا عن نفسي لا زلت أتذكر
وذاكرتي لم تنسى معالم جمالك
ما زالت لديك نفس الضحكة الساحرة
ما زالت لديك تلك العيون الغادرة
ما زلت كما كنت من قبل
إمرأة غامضة الجمال
ممتنعة عن تقديم أي قبلة
على الأقل لي لم تقدمي شيء
لا تقفي ساكنة في زاوية خيالك
فسكون جوفك يرعبني
وغموض بريق عينك يفزعني
أنا فقط أريد أن أنظر إليك مجددا
لعلي أسترجع حبا حقيقيا فقدته
لعلي أسترد عشقا قديما أقبرته
أريد فقط أن أشعر أنني ما زلت حيا
حيا في حبك وعشقك
ففي قلبي يوجد عش حبنا
وفي عيني يوجد بريق عشقنا
لكن لما أنت صامتة منزوية
هل تفكرين في تقبيلي
أم تراك تفكرين مجددا
في تدميري
قولي أي شيء
اشتميني اضربيني
لكن قولي شيئا
لا تخافي فقط تكلمي
فانا ما زلت أعشق حديثك
وصراخك وهطول دموعك
لعلك مستغربة من صمود حبي لك
أنا تعلمت من رحيلك الإخلاص
ومن خيانتك الصبر
ومن كذبك الحكمة
نعم أعلم لا أحد يتعلم بسهولة
لكن منك تعلمت كل شيء
لا تقفي إذا صامتة
فقط تكلمي
فقلبي إشتاق لكلامك
وحتى كذبك ونفاقك
أتعلمين أنني بعد رحيلك
هويت بنفسي
في بئر يوسف
عازلا نفسي عن العالم
أحاسب نفسي بنفسي
وأتعلم من تجاربي
ولكن أتدرين
أن حبل حبك أنقدني
حبل حبك انتشلني
من قعر البئر
وعشقك أنار من جديد دربي
أرجوك أوقفي مسلسل الصمت
وتحدثي عن ما في قلبك
مهما قلتي سأسمعه
أرى شيئا ما في عينيك
بريق حاد يريد قول شيء
أرجوك تحدثي
حركي شفتيك الحلوتين
فأنا لم أكتفي منك
فما زلت أجهل أسرارك
وما زلت أحاول جاهدا فهم دواخلك
أرجوك تحدثي
وكسري سكون أعماقك
وعبري بحرية
عن ما سكتي لسنوات عن قوله لي
© 2024 - موقع الشعر