تسألني من أنت ؟ - فهد بن ساقان

حبيبتي ... طال فراقك عنّي
أخذت المسافات تتباعد شيئا ... فشيئأ
مذ رحلت ... وقلبي يتفطّر
فهل ستعودين ؟
إن قلت لك أنّي ... مشتاق
أو قلت لك أنّي ... ملتاع
إن قلت لك أنّي ... وأنّي ... وأنّي
فهل ستعودين ؟
رحماك يا صغيرتي
فلا زلت أتذكّرك ولن أنساك
أتذكّر الثّغر الّذي أعطيتنيه
أتذكّر الشّهد الّذي أسقيتنيه
أتذكّر كلّ وقت قضيته معك
فهل ستعودين ؟
سئمت الحياة بكلّ زخرفها
نعم سئمتها ... لا ... بل وكرهتها
كرهت من حولي ... كرهت ذاتي
ضاقت الدّنيا عليّ بكل زينتها
كلّ هذا وتسألينني ... من أنت ؟
ألا تشعرين بي ؟
ألم يخفق قلبك معي ؟
ألم تتحرّك أحاسيسك ؟
كلّ هذا وتسألينني ... من أنت ؟
جمودك يغيضني ... يجرح كبريائي
... يكاد يقتلني
لم أعهدك جامدة إلى هذا الحدّ
لم أعهد فيك البرود الّذي أراك فيه الآن
كلّ هذا وتسألينني ... من أنت ؟
أحقّا لم تعرفيني إلى الآن ؟
أم أنّك تتلاعبين بي وبمشاعري ؟
هل نسيتي ما كان بيننا ؟ هل نسيته حقّا ؟
هل أذكّرك بشيء منه ؟ أم بجلّه أذكّرك ؟
أنا من هام في حبّك حتى أوردته سبل الهلاك
أنا من عشقتك لذاتك يا أحلى ملاك
أنا المتيّم الّذي أضنيته شوقا في هواك
أنا من همست في أذنه يوم لقاك
فهل تذكّرتني ؟
أنا من إختلط دمه بدمك وأغلاك
أنا من سكب الماء فوق الماء لرضاك
هل عرفتني ؟
لا أظنّك والله قد نسيتني
وإن نسيتني فقد تذكّرتني في التّو واللّحظة
إغمضي عينيك ... خذي عميق أنفاسك
تجوّلي في سماء ذاكرتك
إسبحي في فضاء خيالك
هل تسمعين همسي ؟
هل ترينني كما أراك ؟
خذيني إليك .. فلقد سئمت هذه الحياة
ضمّيني إلى صدرك الحاني
فأنا لا زلت على عهدي .. ولم أزل
فهل أجد فيك الحبيبة الّتي عشقت ؟
والعشيقة الّتي أحببت ؟
سأنتظرك مهما طال وقت الإنتظار
وسأصبر حتى يملّ الصبر من صبري
سأصبر حتى تعودي إليّ حبيبتي
فمكانك شاغر بالقلب
ولن يملؤه أحد سواك
© 2024 - موقع الشعر