شفشاون

لـ لطفي القسمي، ، في الغزل والوصف، 14

شفشاون - لطفي القسمي

بين جبلين عظيمين
تقبع جوهرة أكثر عظمة
جوهرة زرقاء لونها
تسر الناظرين بجمالها
تأسر الزائرين بزرقتها
بين جبلين عظيمين
تختبئ حبيبتي الزرقاء
حبها ليس حكرا لأحد
فعشاقها كثر وكثر
من شتى بقاع العالم
حجوا ليشاركوا حب الرزرقاء
بين جبلين عظيمين
تتزين أميرة الشمال
بزينة العروس المتوجة
وتبهر بزينتها كل الحاضرين
وحتى الناقمين والحاسدين
بين جبلين عظيمين
ترقص معشوقتي
على ايقاعات فصل الربيع
ومعزوفة الطيور الهائجة
ربيعها بهجة وسرور
وماؤها إكسير الحياة
يروي عطش الظمآن
وهواؤها ينعش الكسلان
وسماؤها الزرقاء الصافية
تلهم أنامل الرسام
وتوقد إلهام الفنان
بين جبلين عظيمين
تختبئ العذراء الاندلسية
في أزقتها نسيم غرناطة
وفي وجه مبانيها العتيقة
عظمة موريسكية عميقة
وفي أوديتها الصافية
تجري مياه صافية
نقية كنقاء الزرقاء
وتروي تفاصيل حضارة
نسجها أمازيغ وأندلسيين
بين جبلين عظيمين
تقع قلعة الشهامة
ورمز الجهاد
وفخر الصمود
العلم من مدارسها شاع
والحب من عطر أهلها فاح
رجالها أشراف زهاد
العفة والتقوى هي الزاد
نساؤها رمز القوة
والسيدة الحرة بنت زرقاء
خير مثال على القوة
وأطفالها مستقبل الزرقاء
وشبابها سر جمالها الأخاذ
بين الجبلين الشامخين
تقع الفردوس المفقود
متخذة من الجبلين الشامخين
حصن طبيعي متين
نهارها مفعم بالحياة
وليلها يغري العشاق الزائرين
ودروبها تنشر السلام
كل من يزورها يقع بسحرها
ومن لا يقع بحبها؟
وأحضانها كلها تبعث الأمان
بين جبلين عظيمين
تقبع الزرقاء الفاتنة
فتنت المستشرقين
وتسللوا إليها خائفين
فهي المدينة المقدسة
وعلى غير المسلمين
كانت محرمة
لكن اليوم أصبحت محررة
ولكل الناس باختلاف الأجناس
فتحت أبوابها مرحبة
بين جبلين عظيمين
الشبيهين بالقرنين
تقع المدينة الموقرة
شفشاون مدينة العظماء
وموطن الصلحاء
© 2024 - موقع الشعر