لَا شَيْءَ يَعْدِلُ أَنْ أَكُونَ هُنَاك - عبد الله جعفر محمد

هَذَا الْبَحْرُ يَفْصِلُ بَيْنَ أَنْ أَحْيَا
وَبَيْن الْمَوْت مَصْلُوباً عَلَى وَرِقِ الدفَاتِر
قَبْلَ أَنْ آتِي بِقَلْبِيّ مِنْ بَقَايَا الرُّوحِ
وَالشَّوْقِ المسائيّ الْعَنِيفْ
لَا الْهُدْهُد ابْن الأرضِ يَأْتِينِي
ببعضٍ مِنْ رَحِيقِ الطِّين
لَا بِلْقِيسَ تَكْشِفُ عِنْدَ بَابِ الْقَلْبِ
سَاقَيْهَا لأحلمَ بالخريفْ
لا شلّةَ الأصحابِ لَا ضحكاتِ امْرَأَةٍ
كنخلاتٍ تَطلُّ بِخَاطِرِي دَوْماً
يُعَادِلُهَا انْتِظَارِيَّ خَلْفَ هَذَا الْبَحْر
مسجيّاً على وَقْتٍ مِنْ الضَّجَر السَّخِيفْ
لَا شَيْءَ يَعْدِلُ أَنْ أَكُونَ هُنَاك
مَحْمُولًا عَلى غيمٍ مِنْ الضَّحِكِ الْمُصَاحِب
لانشطار الْقَلْب بَيْنَ النَّهْرِ والدربِ الَّذِي يُفْضِي
لِأُمِيِ والجروفْ
اللَّه يا امْرَأَةً مِنْ الطّلّ الصباحيّ
المبعثر فَوْق كَفّ الزَّهْر
دَائِرَةً مِنْ الْأَضْوَاءِ ذَاكِرةً مِنْ الأشجانِ
والْأَشْيَاءِ وَالْمَغْنَى الربيعيّ الْحُرُوفْ
اللَّهُ يَا أُمَّاهُ فِي قَلْبِي احتشادُك مثل تَذْكَارٍ
مِن الصَّحْو الْمُقَاوِم لِانْكِسَار الْقَلْب
بَرَق مِن صَدى أَيَّامِنَا الْخَضْرَاء وَالضَّحِك الشَّفِيفْ
وَجْه كأقصى مَا يَكُونُ النُّورُ
رَائِعَةً كَأَشْجَارٍ
عَلى هُدْب الْمِيَاه
نَقِيَّةً كَالضَّوْءِ دافئةً كحلمٍ
مِن أَنِيقِ الْحَبِ وَالْمَكْر الأموميّ الحريفْ
اللَّه مابيني وَبَيْنَك مَوْجُ هَذَا الْبَحْر
ذاكرتي وَعَقْلِي ثَمّ وَجْهَك
أَيْنَ مَا وَلّيتُ قَلْبِي ألتقِي
نَسَمَاتِ مقدمِك الصَّبَاحِيّ الأَليفْ
حلْمِي أَرَاك الصُّبْح قَائِلةً
صَبَاحِ الْخَيْرِ
كُلّ الْخَيْر صَوْتك
حِين يعَبرُ بِي لأيامٍ مِن الْأَحْلَامِ والآمالِ
والشغبِ الطفوليّ الرهيفْ
كُنَّا لَدَيْكِ ترتّبينَ الْعُمْرَ
مابين انحناءآتِ السِّنِين
وَبَيْنَ أَنْ نعلو كَمَا الشتلاتِ
دَوْمًا فِي اتِّجَاهِ الشَّمْسِ
ننمو كَيْفَ مَا تَنْمُو خَلَايَا الرُّوحِ فِي حِلْمٍ لَدَيْك
وَحْدِي أَنَا نِصْفٌ هُنَاك وَبَعْض نِصْفٍ هَا هُنَا
لَا شَيْءَ يَعْدِلُ أَنْ أَكُونَ هُنَاك
ملقيّاً عَلى بِرشِ الصلاةِ
وَصَوْتُ جَدِّي يَرْفَعُ الأذّانَ كَي آتي إلَيكْ
طَيْفاً مِن الذِكْرى لِتِلْك الْخَلْوَةِ الْمَمْلُوءَة الأزيار
لِلسمّارِ فِي قَمَرِ انْتِصَافِ الشَّهْرِ
عَرْبَدَةَ الطنابيرِالْغِنَاءَ الْعَذْبَ ليلاتِ الْمَديحِ
ولَوْعَةً فِي الروحِ يَا أُمَّاهُ مِن خوفٍ عَلَيْكْ
© 2024 - موقع الشعر