فنجان قهوه - ابراهيم العليي

صباحُكَ في العيونِ يبُثُّ صحوَهْ**
ويبدأُ يومَكَ الزَّاهي بِخُطوَةْ
 
إليكَ القلبُ مدَّ صراطَ نورٍ**
فغادَرَهُ ولكن عادَ نحوَهْ
 
يسيرُ ويقتفي أثَرَ القوافي* *
ويخطُو في الصراطِ بدونِ كَبْوَة
 
ومابين الذهابِ وبينَ عَوْدٍ**
يُضوِّعُ في اتِّساعِ الكونِ صَفوَه
 
ويجمَعُ بالتَّفَرُّدِ كلَّ فردٍ**
ويملأُ بالتَّخلِّي كلَّ خَلوَةْ
 
ويعزفُ في شفاهِ القلبِ لحناً**
وفي فَمِهِ يردُّد فيكَ شَدوَهْ
 
أتاكَ الواردُ العطشانُ قلباً**
فأدلَى في ابتسامكَ ذاكَ دَلْوَهْ
 
وألقَى بين كفَّيكَ التَّحَايا* *
وسلَّمَ كي يُلاقي مِنكَ حُظوَةْ
 
وفي وجهِ الضُّحى قد صارَ خدّاً**
فأشعلَ بالتَّوَرُّدِ فيهِ جَذوَة
 
يسابقُ ضوءَه الآتي ويتْلُو* *
كتابكَ في الصلاةِ بدونِ هَفْوَةُ
 
ومن فجرٍ إلى فجرٍ يُوافِي**
كأنفاسِ الصباحِ تظلُّ حُلْوَهْ
 
وروحي منهُ تعلمُ مُحتَوَاها* *
أصيلٌ ليس يحمِلُ أيَّ نَزوَةْ
 
يُذوِّبني فيَشْربُني صَباحاً**
كما يهْوى معَ فِنجانِ قهوَة
 
فيبدأُ يومَهُ سِحراً فريداً**
يزيدُ الحرفَ إبداعاً ونشوَةْ
© 2024 - موقع الشعر