لون الحياة - حياة محمود

لَو كانت الدنيا بياضاً ناصعاً
والخيرُ سَيدٌ على هذا الزَمَنْ

والفقرُ غيرُ مُمكنٍ في أرضِنا
والعَدلُ منهاجٌ على كلّ السُنَنْ

أوكانت الُدنيا سواداً حالكاً
والشّرُّ يَرمينا إلى قاع المِحَنْ

و الفقرُ قائمٌ على أقدارِنا
والظّلمُ في كُلِّ طريقٍ و سَكَنْ

أين إذاً مَعنى الحياةِ والدُنى
نحيا مزيجاً من سرورٍ و شَجَنْ

هذا المزيجُ للحياةِ سُنةٌ
لا تَبْتَئس و لا تَعِشْ مع الوَهَنْ

كل البياض للدُنى يجعلُها
مثلُ الجِنَان نَمْ إذاً نَمْ في وَسَنْ

وأولُ النومِ يكون الوَسن
نَمْ في سُباتٍ و على مَرِّ الزَّمَنْ

كلُّ السوادِ للدُنى يجعلُها
كَغابةٍ إذن فَعِشْ عِشْ في حَزَنْ

وبعدَها ماذا إذاً يا إخْوتي
فَأولُ الحُزنِ قليلٌ مِنْ حَزَنْ

فلا تَخفْ و عِشْ كليهما مَعاً
فأطيبُ الأكلاتِ تمرٌ مع لَبَنْ

لونُ الحياةِ ليسَ لونٌ واحدٌ
لكنما البياضُ لَونٌ للكَفَنْ

© 2024 - موقع الشعر