عريضة لضمير يحتضر - محمد محي الدين محمد احمد حامد

لأننا في كل شيء نعلق إخفاقنا
على مشنقة الخطایا
نواري الھش من أفعالنا
نصلي على كل قبلة
حتى لا یكون للإیمان بقایا
تقول أسطورتنا نحن أمة عظیمة
لكن سلبنا المتربصون كل
المزایا
لأننا نؤید ثورة الخوارج منا
حین تحیطنا جرائمنا
من كل الزوایا
و لأننا مردة السلاطین
نتوسلھم ذلة
حتى نرتع ظلما في الرعایا
و لأننا ندعوا للعدل علانیة
نلجم أفواھنا عندما تلوح فوقنا
المنایا
لجأت إلینا الفتن من كل صوب
والخزي جیشا یتخیر منا السبایا
لأننا نزعنا عنا سیف النزاھة
فتآمرت علینا رماح الفساد وبكل
براءة تمنحنا أوسمة الضحایا
لأننا جعلنا نفوسنا ھمنا الأوحد
ولتذھب للجحیم كل القضایا
نمشي إلى عرش الطاغوت طواعیة
نشید لھ في مخادعنا سرایا
نمكنھ منا لیقمع كل شھوات الجیاع
ولقص رقاب الصالحین لا
یحتاج منا وصایا
لأن ساستنا قد غرھم بھرج السلطان
وقلوبھم لرفعة أوطانھم عرایا
و لأننا رضینا ملح شحیح
نرى الیوم فتافت الخبز
أعظم عطایا
نمضي إلى أین ؟ لا ندري
إلى متى ؟ لا علم لنا بالخفایا
سألتنا من نحن ؟ و ماذا فاعلون بنا ؟
أجابوا : نحن أیادي البغي التى
یبطش بھا الولایا
نحن عصافیر الطفولة التي شردتھا
عن أوكارھا ملایین الشظایا
نحن دارفور التي أغتصبت أرضھا
حبلت بالبارود فتمخضت أسوء نوایا
نحن بلاد النوبة تسلم علینا القنابل
من ألف عام ولم نرد بعد التحایا
نحن الكادحین خلف عیشنا المنھوب
وما زال اللصوص یبخلون
بالھدایا
ماذا نحن فاعلون بنا ؟ سنولد
كھولا یتامى ثم نكبر
بالخوف شبابا صبایا
سنعتصر غصة الجوع قرونا
ونربي السارقین تحت
كنف البغایا
سیعیش كل منا لقضیتھ و
نتفرق شیعا كالبطن بقرت
ولم تستطع لم الحشایا
سنروي لأطفالنا وقائع بطولاتنا
ولم یرفع احد منا في الیرموك رایة
سنقول أننا كنا ضد أسلاف الضلال
وكنا أولیاء صالحین محجوبة عنا الخطایا
سنقول أن تاریخنا كاذب وأن
صلاحنا نور یمتد من الجباه حتى الثنایا
وأننا كنا نؤثر أطفالنا طیب الثمار
ونطعمھم التراب و العظایا
ولم نبیع أوطاننا للطامعین فیھ
ولم نخن رجالھ ونتخذ لنا
نسائھم حظایا
سننكر كل فعل قبیح قد جعلتھ أیدینا
وكل ما حملناه من أوزار ودنایا
فھكذا عشنا نرتدي ثوب النقاء
ونحسن نسج الحكایا
لكن من سیصدق ؟ أقنتعتنا ھذه
ستتلاشى و ستظھر قباحتنا
وكل ما إتخذناه وسیلة للغوایة
سیسقط جدار التقوى الذي بنیناه
و یلعننا الشیطان وینكر دینھ
ویقول حاشا لله لم أنزل علیكم آیة
ستبدون عراة أمام أنفسكم ولن
تلحظوا إنعكاس وجوھكم في المرایا
فعجلوا إلى صراط الحق القویم
بتوبة لعلھا قد تكتب لكم ھدایة
إتعظوا بمن أثر الخلود بسوء خلقھ
و السعید من تحصن بالوقایة
© 2024 - موقع الشعر