صَمّاءٌ حَكَتْ - حسن الجزائري

عَجبي لِصَمّاءٍ وَقُلْتُ لَها اخرَسي
دُنياي فيَّ نَصوحَةٌ كمُدرِّسي

لكنَّ مَنْ جَعَلَ المياهَ مَدارِساً
بِهدوئِها جَعَلَ التُّرابَ مُنَكِّسي

فأَسيرُ حتَّى أَسْتَريحُ بِمُفردي
أَمشي وَحيداً والتَّفرُّدُ مُؤنسي

أَينَ الخليلُ وأَينَ مَنْ في أَضلُعي
لَمْ يَبقَ لي إلّا الدُّموعُ بمحبَسِ

فالدَّربُ ليلٌ يستضيءُ بِصاحِبٍ
وأنا أسيرُ وَصَحبُ ليلي مقبَسي

حتّى كأنّي إستَبَقتُ زَمانَنا
نَبْتٌ ومِنْ قَبْلِ الخَليقَةِ مَغرِسي

لكنّها الدُّنيا تَنالُكَ مظمأً
وَتَجوبُ عَنْكَ إِذا بِخَمْرٍ تَحتَسي

صَمّاءٌ حَكَتْ | الشاعر المهندس #حسن_الجزائري
© 2024 - موقع الشعر