سلاماً يا وطني - حسن الجزائري

عِراقُ العِزِّ رُغمَ الجَّورِ ما خَضَعا
بفَتوى أثْمَرَتْ نَسْلَ العِدا قُطِعا

سَلامٌ لِلفُراتِ أ يَشْتَكي ظَمَأً؟
دِماءٌ والدُّموعُ بِمائِهِ جُمِعا

أ يروي مُذ جَفا بِالماءِ عَنْ بَشَرٍ؟
فَعادَ الحُلْمُ والمَقْتولُ ما رَجَعا

ودجْلَةُ مَسْكَناً أَضْحَتْ لِمَنْ قُتِلوا
لَهُ واللهِ هذا النَّهْرُ قد صُنِعا

عِراقٌ في ثَراكَ الأرضُ أَجْمَعُها
فَنَهْري مِنْ دِماءِ الخَلْقِ ما شَبَعا

عَزيزٌ قَد حَباكَ اللهُ أَشْرِعَةً
وكونُ اللهِ إِنْ يَحويهِ لَنْ يَسَعا

وَخُضْتَ المَوجَ والأحلام تَحمِلُها
وَسرتَ البَحرَ والبَحّارُ ما صُرِعا

شَهيدُ الحَشْدِ والآلامُ تَقتُلُهُ
وأَيُّ الصَّبْرِ فيمَنْ صَبْرُنا فُجِعا

قَرَعتَ البَغيَ مِنْ صِمْصامِ ما خَلَدَتْ
بِطفِّ السِّبْطِ والفَقّارُ قَدْ قَرَعا

أَرَدتَ الخَيْرَ والخَيْراتُ قَدْ نُهِبَتْ
عِراقُ الخَيْرِ مِنْ خَيْراتِهِ اُنْتُزِعا

إخاءُ السُّوءِ والأَمْواتُ يُوسُفُنا
بِرَغْمِ الغَدرِ ذا يَعْقوبُ ما جَزَعا

نَبيُّ الصَّبرِ والطَّعناتُ تَخطُفُهُ
سَيَبقى شامِخاً إِنْ طَعنُهم وَقَعا

حَريٌّ أَنْ نَقولَ الشَّمْسُ ما طَلَعَتْ
وَلَيْثُ الحَشْدِ في البَيداءِ قَد طَلَعا

فَإِنْ دَجَّ الدُّجى كانوا كأنْجُمِهِ
وإِنْ حَلَّ الصَّباحُ فَصُبْحُهم هَزَعا

على ظُلْمٍ وَقَومُ الظُّلمِ في بَلَدي
كَداءٍ إِنْ أَصابَ الجِّسْمَ اَنْصَرَعا

رَموا غَدراً بُذورَ الحِقْدِ في وَطني
وَغَيْرُ الحُبِّ في الأوطانِ ما زُرِعا

حَباكَ اللهُ يا أرضَ النَّخيلِ فهَلْ
يَذُلُّ اللهُ فيمَنْ كَفُّهُ وَضَعا

سَلامٌ مِنْ سَماءِ اللهِ يا وطني
وَفَيضُ الشَّوقِ مِنْ نَهْرَيكَ ما انقَطَعا

شَهِدْتُ النَّصرَ والأفراحُ تَمْلؤني
وَتيهٌ في خيالي الآنَ قَد وَلَعا

لِشَعبٍ عانَقَ الأَمجادَ أَذْكُرُهُ
بِبُشْرى نَصْرِنا والشَّرُّ قَد رُدِعا

وَحَشْدٌ قاتَلوا والمَوتُ عادَتُهمْ
وَجِسْمٌ قَد هَوى في قَبْرِهِ اضْطَجَعا

إِليْكُمْ يا حُمَاةَ الأرضِ تَهنِئَةً
فَأَنتُمْ بَدرُنا والبَدرُ ما هَجَعا

سلاماً يا وطني | الشاعر المهندس #حسن_الجزائري
© 2024 - موقع الشعر