وَدَّعـــــــت دجلــــــةَ

لـ حسن الجزائري، ، في الرثاء، 5، آخر تحديث

وَدَّعـــــــت دجلــــــةَ - حسن الجزائري

يا مَنْ ذَكرتَ السِّبط في أَرضِ البَلا
أحزنتَ نَفسي مُذْ قَرأتَ لِكربلا

(يا شيخَ شِعري) قَدْ رَثيتُكَ بَعدما
قَلبَ البتولِ فديتَهُ مُذ جُدِّلا

وَدَّعتَ دجلةَ والفراتَ بغربَةٍ
وَرَفَعتَ كفَّكَ بالوَداعِ إلى المَلا

ورَجعتَ تأمُلُ ابنَ طالِبَ نظرةً
تَروي لهُ جِسماً خَضيباً قَدْ خَلا

فَرأيتَ أنَّ السِّبطَ سيِّدُ جَنَّةٍ
وأردتَ أنْ تَرقى إليهِ الى العُلا

فَذكرتَ سَعيَ الطَّفِ قُربَ ضَريحِهِ
وإذا بِخنصرهِ القطيعِ مُرمَّلا

فلِما عَرضتَ ولَم تَشُدَّ بكفِّهِ
لِتُقَبِّلَ الكَفَّ الذي قد أَقبَلا

وإذا نَظَرتَ فَسَوفَ تلقى سَيفَهُ
وكذا رَضيعاً والحسينُ على الفَلا

فَقَبلتُ عُذراً مِنْ عيونِكَ كاهِلاً
مِنْ أنْ تَرى شَمساً تُضيءُ بِكربلا

فَبَدأتَ تَنشُدُ في رحابِ إمامِنا
آمنتَ حُبَّاً بالحسينِ مؤمِّلا

لتقولَ ذا وجهُ النبيِّ محمَّدٌ
ونجومُ ليلٍ والهِلالُ إذا علا

الحقُّ مشكاةٌ ومصباحٌ بها
كالشَّمسِ تُطفِئُ لَيلَها وبِها انجلى

ما خابَ مَنْ جَعَلَ الوِصالَ بحبِّهم
هَلْ للعيونِ بِأنْ تُظمِّأ مِنهلا

عَجَبَاً لِمَنْ عَرَجَ السَّماءَ بِرُمحِهِ
وَعلى القنا جابَ البلادَ مُرَتِّلا

صُحُفَ الرِّسالةِ والمترجمُ حَيدرٌ
خَلَفُ النَّبيِّ ورابعٌ قد أوِّلا

والله يُشهِدُ لِلورى مَنْ مِثلَهُ
يَحظى بِمنزِلةِ الرَّسولِ الى العُلا

لكنَّ قوماً لِلجّهالةِ تَرتَضي
والدِّينُ باقٍ بِالجَّهالَةِ مُبتلى

فَبَكيتَ تَرجو أنَّ رأسَكَ يَعتلي
بَدلَ الحسينِ وكلَّ جِسمِكِ فُصِّلا

نِعْمَ الفِداءُ وَلَو فَدَيْتَ دِماءَهُ
لَدُفِنْتَ فَخْراً بَل دُفِنْتَ مُكلَّلا

يا صاحِبَ النَّخلِ الذي كرّمتَهُ
قَرناً وَقَبرُكَ قُربَهُ مُتغزِّلا

وَدَّعت دجلةَ | الشاعر المهندس #حسن_الجزائري

مناسبة القصيدة

قصيدة في رثاء شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، انتهيت من كتابتها يوم الأثنين/24/8/2015.
© 2024 - موقع الشعر