وهبوا الحياة

لـ حسن الجزائري، ، في الوطنيات، 10، آخر تحديث

وهبوا الحياة - حسن الجزائري

هذي المَنايا في عِراقِكَ تُنْشِدُ
قَدْ كانَ حَقّاً لِلشَّهيدِ يُخَلَّدُ

حَشْدٌ بِمُعْتَرَكٍ يُزَلْزِلُ هَيْبَةً
وإذا أَغاروا نَحْوَ خَصْمٍ أُرْعِدوا

لَمْ يَدْخُلوها راهِبينَ لِأنَّهُمْ
دَخَلوا (وأَشباهُ الرِّجالِ) تَشَرَّدوا

خاضوا المَلاحِمَ مِنْ عَزِيْمَةِ حَيْدَرٍ
وَثَبَاتُهُمْ فَوْقَ الثَّرى هُوَ جَلْمَدُ

لا غَرْوَ أَنَّ اللهَ يَنْصُرُهُمْ كَمَا
نَصَرَ النَّبيَّ وَيَومَ بَدْرٍ يَشْهَدُ

أَوَ كُلَّما ظَمِأ التُّرابُ فَيَرْتَوي
كَأسَ الدِّما وَتَرُدُّ حَرْبٌ تُوْقَدُ؟

كَلّا فَلا يَبْقى العِراقُ بِصَمْتِهِ
فَالحَشْدُ يَنْطِقُ وَالسَّماءُ تُؤيِّدُ

إِنَّ الَّذي وَرثَ العُلومَ مِنَ النَّبيْ
في خُطبَةٍ غَرّاءَ قالَ الأمجَدُ

مَنْ قالَ هذا القولُ لَيْسَ لِمَرْجِعٍ
قُلْنا: وإنْ، قالَ الخِطابَ مُحَمَّدُ

بَلْ إِنَّهُ نَطَقَ الأَميْنُ وَلَمْ يَقُلْ
إِلّا هَلُمّوا والإِلهُ مُسَدِّدُ

طُوبى لَهُمْ جَعَلوا الفَناءَ لِخَصْمِهِمْ
وَلِمَوتِهِمْ يَسْعَوْنَ لَمْ يَتَرَدَّدوا

لَمْ يأتِ خاطِرَهُمْ بِأَنْ يَتَراجَعوا
كالسَّيْفِ إنْ صَحَّ الرَّدى لا يُغْمَدُ

إِنْ يُقْتَلوا أَولى لَهُمْ مِنْ ذِلَّةٍ
كَحُسَيْنِهِمْ (هَيْهَاتَ منها) رَدَّدوا

وَضَياغِمٌ مِنْ دَمْعِ أُمٍّ غُسِّلوا
وَتَراهُمُ تَحْتَ التُّرابِ تَمَدَّدوا

لا شَكَّ أَنَّ السِّبْطَ كانَ بِجَنْبِهِمْ
يَتْلو على جُثَثٍ تَقُومُ وَتَقْعُدُ

قَدْ ضاقَ صَدْرِيَ وَالْتَظَى بِحَرارَةٍ
وَلَهيبُ شَوقِيَ لِلِّقا لا يُخْمَدُ

لِلِقاءِ مَنْ عَشَقوا القِتالَ وإنَّهُمْ
جَعَلوهُ فَرْضاً واجباً كي يَعْبُدُوا

تِلْكَ الكَتائِبُ لِلأُباةِ كقِبْلَةٍ
وَهَبوا الحَياةَ وَهُمْ بِمَوتٍ أُسْعِدوا

سَيَظَلُّ اسْمُكَ يا عِراقُ مُمَجَّداً
ما دامَ اسْمُ اللهِ فيكَ يُمَجَّدُ

ما عاشَ طاغٍ في بِلادِكَ مُنْعَماً
إلّا وَزالَ وَكُلُّ طاغٍ يَنْفَدُ

وهبوا الحياة | الشاعر المهندس #حسن_الجزائري
© 2024 - موقع الشعر