وارث النَّبي

لـ حسن الجزائري، ، في المدح والافتخار، 10، آخر تحديث

وارث النَّبي - حسن الجزائري

يا وارثَ الإسلامِ والإِيمانِ
ليثَ الحُرُوبِ مُحطِّم الأوثانِ

أكمَلتَ دينَ الحقِّ حقَّ كمالِهِ
حتّى ارتقى جَبَلاً على الأديانِ

الحقُّ شَمسٌ والكواكِبُ خَمسَةٌ
حُكمُ الإِلهِ وصورةُ البُرهانِ

جَلَّ الَّذي في البيتِ صيّرَ مولِداً
هزَّ السَّمَا والشَّقُّ في البُنيانِ

بوركتَ عزّاً أَنْ تكونَ مُصاهِراً
بَيتَ الهُدى مِنْ خِيرةِ النسوانِ

والصوتُ يملأُ مَسمَعيكَ مِنَ السَّما
أبشر لِما وافى لَك الحَسنانِ

يا منقذاً جَعَلَ النَّجاةَ بسيفِهِ
يا عونَ نوحٍ ساعةَ الطّوفانِ

أَوَلَسْتَ قاتِلَ مَرحبٍ ولِبابِها
لَمّا قَلَعتَ أَبَنتَ أيَّ بَيانِ

فَحُسامُكَ الفَقّارُ يَشهَدُ ضَربَةً
لم تُثنَ قطٌ عن رَدى الفُرسانِ

حتّى إذا نَزَلَ الخِطابُ بآيةٍ
بلِّغ لِما قَد جاءَ في القرآنِ

أعلى يدَ الكرَّار يومَ غديرهِ
للأُفقِ بائِنَةً لَدى الأعيانِ

مَنْ كُنْتُ مَولاهُ فَذا مولى لَهُ
نَصٌ جَليٌ واضِحُ البُرهانِ

قَدْ أشهدَ الباري بِصِدْقِ صَنيعِهِ
حينَ اعتلى جُرماً على الكُثبانِ

والوا عليّاً والجِّنانُ أمامَكُم
فَولاؤهُ دربٌ لِخيرِ جِنانِ

أهداكَ ربُّ الكونِ تاجَ خِلافَةٍ
لمّا اصطفى المختارَ بالتِّيجانِ

فمَلائِكٌ بِخُشوعِها لَكَ تَنْحَني
جاءتْ تطوفُ بكعبَةِ الإيمانِ

عَجَباً لِقتلِ الدّينِ عِندَ صلاتِهِ
أَوَ يَصعَدُ القرآنُ في رمضانِ؟

غُدِرَ الوصيُّ فيا دموعُ تَرَجَّلي
واسعَيْ لِمَقتَلِ أشجَعِ الشُّجعانِ

قُتِلَ الوليُّ فَيا عيونُ لِتَذْرُفي
دمعاً غزيراً فارَ في وجداني

الأرضُ تبكيهِ، وتبكيهِ السَّما
ماتَ الهُدى ومُترجِمُ الفُرقانِ

فاليومَ قَد قَتلَ المُرادي كوكباً
غمَّ الورى حُزناً مَدى الأزمانِ

جبريلُ ينعى بالبُكاءِ منادياً
ماتَ الوصيُّ مُشَيِّدُ الأركانِ

قد شيّعوا نعشَ الوصيِّ وَقَبلَها
في الوجدِ جَمْرٌ لُفَّ بالأكفانِ

قد هاجت الدُّنيا وضجَّ أنينُها
مُذ لُفِّعَ القُرآنُ بالتِّربانِ

لهفي لِمَنْ ذَكَرَ الإِله بِمَوتِهِ
حينَ انقضى نحباً إلى الرَّحمنِ

قَد طَلَّقَ الدُّنيا بِكُلِّ جَميلِها
قَبَلَ الرَّحيلِ وغُربَةِ الأَوطانِ

قَسَمَاً لِمَنْ بالبيتِ أَقسَمَ أنَّهُ
فازَ الرِّضا للهِ والإِحسانِ

لَنَظَلَّ طولَ العُمرِ نَهتِفُ سيِّدي
وَيَظلُّ دَمعُ الشَّوقِ في الأجفانِ

وارث النَّبي | الشاعر المهندس #حسن_الجزائري
© 2024 - موقع الشعر