عودوا - أحمد الحمد الواجد

خابَ الرجاءُ وضاعت دوحة الأمل
بين الخميس وبحر خلفه الشررُ

كم للعزيز دياراً يبكي تربتها
كم للسفين زَحيرٌ مُثقلٌ كَدِر

كم للخريف ثياباً أبلى في مضضٍ
كم للربيع نَجيعاً خَطّه القدرُ

بين الحبيسِ ونفي خَلْف تهلكةٍ
بَطنُ الثرى لأوانِ النصر يعتصرُ

تجري الحتوف وتُسبى في رحىً تَئِدُ
ختْم المنونِ على الأنفاسِ لايذرُ

أين المفرّ وكلّ رائحٌ لغدٍ
عودوا فتلكَ ديارُ الأهلِ تنفطرُ

غارَ الفراتُ مَعِيْنُ الحب يندبكمْ
كيف الطيور عن الأوطان تنتثرُ

أعيا السّهادُ ليالٍ من صبابتها
لفّتْ وشاحَ سوادٍ مَلّ ينتظرُ

إنّ الحمامَ على الأفنانِ يقتلها
شوقُ الحصادِ وعشّ دافئٌ وَثِرُ

حتى الصخور وفي أطلالكمْ شَجَنٌ
يبقى الوفاءُ وفي آياتِها الوَعَرُ

كيف السبيلُ إلى لقياكُمُ عَجَبَاً
سِربٌ جَفَا وأديمُ الأرضِ مَنْ نَفَروا

عُوْدوا فإنّ شِراعَ الظلم مسدلةٌ
شق اللثام بريح زادها المطر

عُوْدوا لعلّ قروحَ الدّهر يلثمها
صَفْحٌ وَعودُ بِقاعٍ حَزّها النّظر

عُوْدوا فدَرْكُ غَريبِ القومِ قد سَفِلَتْ
إنّ العزيزَ بدارِ الأهلِ مُعْتَبَرُ

عُوْدوا لعلّ بُذوراً ترتوي وطناً
ثمّ الكسور بفجرِ العِزّ تَنْجَبِرُ

© 2024 - موقع الشعر