كأني بذاك الليل في غرة الشهرِ

لـ عبدالرحمن الجربوع، ، في روايات وقصص، آخر تحديث

كأني بذاك الليل في غرة الشهرِ - عبدالرحمن الجربوع

كأني بذاكَ الليلِ في غرةِ الشهرِ
أكلتُ غصونَ الشوكِ أدرِي ولا أدري

بأرضٍ بدا فيها من القفر شائبٌ
فلا أدري أسري أم أنا داخلَ الأسرِ

وحولي جمامُ الماءِ عذبٌ ونابعٌ
ولكنَّ ظلمَ الليلِ حالَ كما القصرِ

وغابتْ نجومُ الكونِ عن كلِّ مهتدٍ
وصاروا على البيداءِ عمياً بلا بدرِ

فما اطولُ الليلَ وما ابعدُ الصبحَ
وما أكبرُ النفسَ على لوعةِ الصبرِ

تدولُ بيَ الساعاتُ معْ كلِّ ساكنٍ
وحولي ذئابّ تنتظرْ غافلَ الظهرِ

تسيّر عواءً سارَ في كلِ وجهةٍ
تضاعفُ أعداد َالقطيعِ على جهرِ

أقلبُ طرفي عن يميني ومشملٍ
بحلكِ الظلامِ أمتطي صهوةَ الفكرِ

وأستَوِرُ الشوكَ نجاةً بضائرٍ
وأ جمعُ من نفسي قواها على مُرِ

فحتى إذا ضاقتْ علىَّ المخارجُ
يلوحُ على الافاقِ خيطٌ منَ الفجرِِ

© 2024 - موقع الشعر