فصلٌ لم يقله البكاء - حسن شرف المرتضى

نَعَمْ, كُلُ راوٍ إنْ تهجّاكَ قدْ بكى
ويرويكَ مبتوراً دخيلاً وَمُضْحِكا؟

نَعَمْ, كُلُّ بَاكٍ قدْ بَكى فيكَ حظّهُ
وإنْ جاءَ سُعْدٌ لاكَ فيكَ التّشككا!

نعمْ,كلُّ منْ يمشي إليكَ اهتدى الخُطى
لماذا الذي يمشي.... تلاقيهِ مُرْبكا؟

يَرَى عُنَقَ الغَيْبِ القَديمِ استَثَارَهُ
ويقرأُ في وجهِ الضّبابِ المحرَّكا

وَيَسْألُ قبرَ الليّلِ: كيفَ احتضارُ منْ
يُنَافرُ أعتاباً ويلثمُ مَبْركا؟

ويبحثُ في غيبِ الوَصَايا نعوتَهم
أهذا دعيّ.. أينَ منْ كانَ تكتكا؟

أَكُلُّ مَرِيضٍ يَمتطي سَرْجَ فَرْشِهِ
وصاياهُ تهذي ...والغراباتُ مُتّكى؟!

مَآزرُ هذا الغَيبِ تَحْتَاجُ قدّهم
وتمزيقَ اشلاءِ الصّموتِ إذا اشتكى!

وَفَرُّوا كَوَجهِ المَوتِ قَبلَ احتضارِهِ
وقد خمّنَ المطروحُ ما كانَ افتكا

لِتَبْدِيدِ هذا الغيضِ.... لا حلّ يرتئي
سوى صَبْرِهِ يُهدي الضَّبابَ المفبركا

وهلْ صَالَ مَقطُوعُ الأيادي بِسَيفِهِ؟؟
لهذا توارى ثمّ عنها تصعلكا

وعنْ نفسِهِ ألغى القَواميسَ واللّغى...
عجيبٌ لفحلٍٍ عافَ عنهُ التّديُّكا

لِيَشْدُو بَأنّ الحِلمَ صَبرٌ وذِلَّةٌ
وتبتزّهُ كُلّ الدّواعي تمحّكا

أَيَدْهَنُ حُلمَاً للمَآقي بطيفهِ
ويبغتُ لوناً للأماني تَلَيْلَكا؟؟

وَيَنْسَابُ: يحكي عنْ مآسيهِ؟؟لاَمَني:
سيبقى على حبلٍ منَ الصّمتِ مُمْسكا

فيا فصلَ حزنٍ: لمْ يَنَلْ غيرَ دَمْعَتي
متى سوفَ تبدو؟ هامَ صمتاً..وأوشك

© 2024 - موقع الشعر