الجبين والمخدة - حسن شرف المرتضى

لماذا منَ الأحلامِ يصحو مجرّحا؟
لماذا منَ الإغماءِ ينسابُ مَسْرَحا؟

لأنّ المَنَامَاتِ انتباهاتُ ميِّتٍ
لهذا منَ الموتِ استبدّ به الضّحى

لماذا الشّهاداتُ الغُيوبَ التي يرى؟
لماذا إلى التّحسينِ نادى,,,وقبّحا؟

لماذا الوعيدُ الوعدَ؟؟, يبدو لأنهُ
رجوعٌ لمنْ باتوا معاداً ممدرحا( )

يقولونَ أشباحٌ مع النّومِ سُهّرتْ
وبعدَ اكتمالِ الحلمِ يغفو الذي صحى

وقالوا: خيوطُ الضّوءِ خاطتْ نوافذاً
وعينُ اللّيالي شاهدتها بلا لحى

أتحبلُ بالصّمتِ الزّوايا؟ أقيلَ لي:
نعم.. تثقبُ الآهُ الجدارَ المقرّحا

مَدَاميكُ ذاكَ السّقفِ منْ جلدةِ الثّرى
يحنّ على التّنهيدِ في جثّةِ الرّحى

حقيبتُهُ شطرُ الدّعاءِ وأَيَةٌ
منَ الزهو تتلو: كانَ ثدياً مصفّحا

مسامٌ لهُ يمتصُّ عمراً بتفلةٍ
يكمّم حرفاً صاحَ هيا..أما استحى؟!

لباسُ المعاني روّضَ الحلمَ وانحنى!
لحافٌ تناسى كيفَ يزني ملمّحا!

يدّلكُ هذا الفجرُ طاحونةَ الرّدى
ويرنو عيالُ الرّيحِ في القحطِ مربحا

تصيحُ هنا الأبوابُ : حُمّى مغالقي
جنابةُ مفتاحٍ تناديكَ يا «جحا»

ظِلالٌ توآخي بعضَها عندَ منفذي
فما كلُ من آخى على الدّربِ صحّحا

أليسَ التّآخي منصبٌ للذي ارتقى؟
فمن شادَ قصراً...صنوهُ شادَ مذبحا!

أيبدو لِحَافي زادَ ثقلاً فخطّ بي
شظايا منَ الأحلامِ تحتاجُ مكبحا؟؟

لدرعِ المآقي رقّةٌ, يا لحاجبٍ
يناضلُ عنْ حبٍ.. وليسَ «الملوّحا»؟

ويبني سياجاً يفتدي وجهَ قلبهِ
فيُفني على السّورِِ الغرامَ المسلّحا

يحسّ الذين استنزفوا القلبَ نَصْرَهم
فلو جاءَ محمولاً على النّعش..أفصحا

أترمدّ عينٌ للتّقاويم, تعتشي؟؟
وتسجيلُ نصرٍٍ يستلذّ التفتُحا

غبارُ تعاويذٍ, وأنسامُ رهبةٍ
ترى خلفَ ظهرِ الغيبِ ظلاً وملْمحا

أتختطّ بالتّنهيدِ رَمزاً وشفرةً؟؟
بلى, آنَ أنْ أختطَّ دوراً وأشرحا

أُترجمُ ما للحلمِ من رقّةِ المُنى
وأتلو على منْ مرّ سفراً منقّحا

سَجَاجيدُ هذا الحلمِ تمتصُّ سقْفَها
ويُومِي بأنْ لا.. مجّ ندّ تبجُّحا

إلى البابِ يرنو... يا عَصَاتي سأمتطي
رحيلي, أيرجو فوق ما كانَ مطمحا

ويُفشي ل «دُولابِ» الأماني بسرّهِ
فيبدو كباكٍ ثم يفشي ليمرحا

ونادى رجالَ الشّمعِ ذُوبوا وأحرقوا
فراغاً ليهذي ضاقَ في الكونِ مطرحا

تشرّخُ جفنَ الحلمِ أوجاعُ شمعةٍ
تذوبُ نداءً ذاكَ قسراً ترشّحا

فمنْ يرتئي الماضي يكرّرُ نفسه؟
أأفنتْ زوايا الجهلِ, منْ كانَ أنجحا؟!

يقولونَ ينعي الدّيكُ إيماضَ صُبحهِ
لهذا منَ الأحلامِ يصحو مُجّرحا

© 2024 - موقع الشعر