فراغ الفهارس - حسن شرف المرتضى

يُوَاري الفَرَاغَاتِ بابٌ وحارسْ
وأروقةٌ لا تضيءُ المقابسْ

ويهذي بها الصّمتُ مثلَ صقيعٍ
يغطّي تضاريسَ حلمِ الفرائسْ

فُصُولُ الظمى للمناراتِ تبدو
كمن جدّدتْ عمرها والملابس

تقدّمُ للخاتماتِ ابتداءً
وتبدأُ خاتمةً للعكائسْ

ولا نَزَقُ الصّوتِ يدري اتّجاهاً
ولا صمّمتْ للخروجِ الهواجسْ

هواجسُ مَنْ يمضغون الأماني
أتحرقُ ويلاً.. وتبني الفرادسْ؟

كهولةُ نوحٍ عليها ...وجاءتْ
بعمر الطفولة تغوي العوانسْ

وتلبسُ ثوبَ نبيٍّ تَغاوى
يعيبُ النّدى ويمصُّ النراجسْ

تيمّمَ بالريحِ واشتقّ كهفاً
له فلسفاتٌ تخونُ المحادسْ

توضّأ بالطّين كي يتخفّى
أطالَ الغيابَ لترقى النجائسْ

وأفظعُ منْ لحنِ كلِ المراثي
وأقذرُ من صدّ كل الدّسائسْ

يسلّمُ لي بالعذابِ يميناً,
, شمالاً لردعيَ ألوف الرّوامسْ

يضيّعُني في يديهِ ويدري
ويخرجني من بنانِ المحابسْ

وفي هامشِ الموتِ حالي كقّْبلي
...لبعْدي ستروي فراغَ الفهارسْ؟

© 2024 - موقع الشعر