حسرة على المجد الغابر - اطهر رضا بن أثير المحمود

أقول للنجم هل أبصرت مقتلنا
وكيف أعرض عنا المجد والشان

لم يبق في هذه الدنيا لنا فرح
فليس فيها سوى الأشجان أخدان

كنا نعيش لهذا الدين حتى غدا
لنا بكل مكان الأرض سلطان

فاروق رفّع هذا الدين حتى سما
فوق السماء له فرع وأغصان

لما نبذنا وراء الظهر ملتنا
وديننا سقطت في الأرض أركان

وودع المجد والعلياء ساحتنا
فلم يدم فوق هذي الأرض سلطان

أين الصلاح الذي كنا نباهي به
وأين هارون من هابته يونان

أتى على كلهم هذا الحِمام فلم
يدعْهُمُ الدهر إن الدهر ظمآن

كانت بقبضتنا الدنيا بأجمعها
واليوم نحن بأيدي الغرب عبدان

مررت بالمسجد الأقصى فقلت له
أين الصلاح؟ وأين العز والشان؟

تغير المسجد الأقصى فقد طرقت
أبوابها بمرور الدهر أحزان

لقدخلا من شعور العطف كل فتى
ففي النفوس من العدوان نيران

فالظلم يفشو ونار الحرب يشتعل
في كل ناحية جور وعدوان

عم الفسادوشاع الشر والفتن
ولم يدم لرجال الأمن بنيان

تهوي على المسلمين اليوم صاعقة
تنهدّمن هولها صين وجابان

فالأم في قلق والطفل في أرق
والمرء في عرق والدهر حيران

والناس في فزع والقلب في جزع
والدمع في هرع والموت عطشان

كنا نظن بأن الدهر شيمته
غدر الكرام وللأعداء فرحان

أتت عليه من الأيام داهية
فاليوم من شدة الأحداث تعبان

يشكو الزمان من الآلام منتحبا
فقد دهاه من الأوجاع طوفان

في كل يوم هنا للظلم عاصفة
وقاصفات ونيران وبركان

يا من يعض بناب الظلم أنفسنا
احذر فللدهر أنياب وأسنان

يا أمة المجد إن المجد منتظر
دعوا الخلاف فإن الخُلْف سرطان

© 2024 - موقع الشعر