أريقي أسى

لـ مرتضى فيلي، ، في المدح والافتخار، 53، آخر تحديث

أريقي أسى - مرتضى فيلي

أَريقِي أَسًى يَا بِنتَ عَينِي وجَلجِلِي
عَلَى كُلِّ رَسمٍ دَارسٍ ومُحوَّلِ

ومن يَبكِ أو يأسَى لرَسمٍ فإنَّما
بُكائِي لخلٍّ مُعرضٍ ومُرَحَّلِ

أَحِنُّ لأَهلِ الدَّارِ حتَّى تَخالَني
أَبيتُ كمَفؤُودِ الفؤادِ وأَصطلِي

وإنِّي لصَب لَا أَرومُ تَبرُّمًا
أَقمتُ على رأسِ الرِّضى والتَّجمُّلِ

وما العشقُ إلا طبعُ كُلِّ مُنعَّمٍ
وما الشَّوقُ ٱلا أَمرُ كُلِّ مُعلَّلِ

خليليَّ إِن جَدَّت أُمورٌ فإنَّنا
لنَجعل هذا القلبَ طَودًا لمَعقِلِ

فما عاجلٌ نأبَاهُ غَيرَ مُؤَجَّلٍ
وما آجلٌ نرجوهُ غيرَ مُعجَّلِ

وإِنِّي مِن القَومِ الَّذينَ إِذا دَعوا
لحَلَّ لديهِم مُثمِرًا كُلُّ مَقحَلِ

أَلَم تَرَهُم للحَقِّ هَبُّوا جَميعُهُم
وَقَائِعهم في البَأسِ طِبقٌ لِمقوَلِ

لقد زَلزَلُوا أَركَانَ كُلِّ مُكَاشِحٍ
وقد لَطَمُوا أَفوَاهَ كُلِّ مُصَلصِلِ

عَلَا وَزَكَا وَشجُ الإِخَاءِ بِأَرضِهِم
وفِي سُوقِهِم راجَت صنَاعَةُ صَيقَلِ

بأَرضٍ لِما تَأوِي تَنوءُ بحِملِها
وتعلُو بهَاوٍ بالصَّلاةِ مُحمَّلِ

تَحَارُ بها الأَشعَارُ مُوجزُ وصفِها
وتعيا بِها الأَبصارُ كُلَّ مُطَوِّلِ

وقومٍ لديهم طابَ جمعُ فَضَائلٍ
سَخاءً وإِقدَامًا وجُودَ مُؤَثَّلِ

أَما نحنُ من حُزنَا الدُّنا بعُقولِنا؟
وحُزنَا علَى تالِي الإِباءِ وأَوَّلِ

ويجلِّي مَدَانَا كُلُّ سَاعٍ يَرومُنَا
فأَنَّى تَعَالَى فِي مَدَانَا تَسَفَّلِ

فيَا أَيُّها اللَّاحِي علينَا لرفعةٍ
بنَا قَد تَغنَّا كُلُّ شَادٍ بمَحفَلِ

© 2024 - موقع الشعر