أخ ما أنجبته الأمّ - عبد الحفيظ جواحي

دهانا الخطب واشتدّ البلاء
وطال الحزن وانهمل البكاء

وعادتنا السعادة يا لبؤسي
على خلّ له منّا الولاء

خليل قد تولّى عن حمانا
له في القلب ركن واصطفاء

لكم كان الفؤاد به شغوفا
وكم في القلب كان له وفاء

كأنّي حين ودّعني خليلي
على قلبي قد انطوت السماء

ذكرت اليوم يوم به افترقنا
كأنّ الجسم حلّ به الوباء

إذا زمن الهناء له مضِيٌّ
فلِمْ بالمثل لم يكن الشقاء

أرى ذا الشّوق طال إلى صديقي
أما للشّوق يا صحبي دواء

صديق في ثياب أخي تولّى
سيبقى في الفؤاد له الإخاء

أخ ما أنجبته الأمّ كلّا
أخ جادت عليّ به الإماء

وما خوفي سوى هجرانه أو
يحلّ بجمعنا بعدُ العداء

فعزّوني إذا ما اغتاظ خلّي
وعزّوني إذا كَدُر الصفاء

إليك أمامهم منّي اعتذار
فذا خطئي ولي عنه انتهاء

إذا ما عدتَ عدتَ إلى خليل
وإن أصررتَ فاقض بما تشاء

سأرضى بالذي تقضي وأُرضي
أُخيّ فلا يُرى منّي استياء

ومهما البعد طال فأنت منّي
وما بالقلب خبث أو رياء

لذكرك في الفؤاد له دوام
سيبقى ما سرت فينا الدّماء

© 2024 - موقع الشعر