و بادية بزينتها علينا - خالد علي الكثيري

و باديةٌ بزينتها علينا
ألا رفقاً بنا ولترحمينا

نغضُّ الطرفَ عنها حينَ نسهو
وعاد السهوُ فينا يبتلينا

تَسنُّ رماحَ عينيها صباحاً
وتنفحُ من شذاها الياسمينا

وتلثمُ خدّها الوضّاح جوراً
كأوراقٍ تُغطي المندرينا

وتشدو بالأغانيَ شدوَ طيرٍ
يغردها على أيكٍ غصينا

ومائلةٌ اذا تمشي تثنّت
كغصنٍ مثقلاً لوزاً وتينا

وثغرٌ لو تبسمّ في حياءٍ
لأيقظَ من حياهُ النائمينا

ولو مَرّت على أرضٍ مَواتٍ
لباركَ بالمرورِ الزارعينا

ولو كانت سحاباً ظللّتنا
لقلنا في حياءٍ أمطرينا

أباديةٌ بزينتها رويداً
فإن الحرّ قد أضحى سجينا

© 2024 - موقع الشعر