لا ترحلوا

لـ خالد علي الكثيري، ، في العائلي والاجتماعي، آخر تحديث

لا ترحلوا - خالد علي الكثيري

يامن شددتُم في العشِيّ رحالكم
هلّا حللتُم في البكورِ رحالا

إنّ البشيرَ أتى و في أَخبارهِ
ما قد يُحيلُ مْن الفراقِ وِصالا

فلعل دمعاتي التي ذُرفت لكم
حزناً بليلٍ .. تُصبح استهلالا

هلّا أقمتُم ، فالرحيلُ يزيدني
جَزَعاً وفي دربِ الحياة ضلالا

تبقى لنا الأطلالُ ثَكلى دونكم
و لَكَم تذكّرنا بكُم أطلالا

فعلى النوافذ قد كَتبنا هَمسنا
وبها الوئام يسوُسنا مخُتالا

وعلى الأرائكِ قصةٌ عذريةٌ
أحداثُها كُنّا بِها الأبطالا

وعروقنا تلك التي بدمائنا
صَنَعت عروقاً بيننا و حِبالا

عِشنا عِيالاً يوم أن كنّا معاً
ولقد أتوا بعد العِيال عِيالا

ولكم تَنَكّبنا المعاثِر إن أتت
و بقُربكم جُزنا بها الأهوالا

لاترحلو ، لاتتركونا غُربةً
سوداء لا بدراً بها وهِلالا

لاترحلو ، إن الدموعَ عزيزةٌ
خَنَقت دموعُ الصامتينَ رجالا

لا ترحلو ، و ابقوا فإنّ بقاءكم
يحيي الَمواتَ ويُسرِج الآمالا

لاترحلو ، كيف السبيلُ إذا دنا
موتٌ بِنا .. من يوقِفُ الآجالا ؟

لاترحلوا ، خلّو الذي هو كائن
لله ، جل الله ثم تعالى

© 2024 - موقع الشعر