النجمةُ الزرقاء واللهب المُضيء - عمرو غنيم

قال الليل لدمعتي :
 
أشبهتِ احزاني فصرتِ حمامتي السوداءْ
ما بين القلوبِ تسطرين غمامهً ،
تنهلُّ وسط هضابها الأمطارُ
تنمو في العيون لِتُزْهِرً الفجرَ المسافرَ في المياه ،
أو المساء المُغْمَدَ الأوراقِ ما بين الزهورِ
أو الذبولَ .
اذا رمي قوسُ الصباحِ مساءَهُ
القلبُ يمطِرُ نيزكًا
قدَّت صواعقُهُ فؤادَ الشمسِ
فانبثق الظلامُ كنبتهٍ سوداء تحلم بالمطرْ
له ساقُ الهجيرِ
وخفقهُ التوبادِ صحراء ٌ ،
تسافر في قبور الثلج يا ليلي ..
ودارُ الماءِ ترحَلُ عن شراع النبضِ
والموجُ المعَلَّقُ في جناحي واحهُ الحيرانِ
اذ ينمو النسيمُ علي جبين البدر ،
تغمره الحقيقهُ في رداءِ الموت
زرقاءُ اليمامهِ تفتحُ الكهفَ العميقَ
ثلاثهٌ قلبي وأنتِ ،
وذلك الموتُ المُدلِّي من سمائي
هاتفُ الامواتِ يمسك مقبضًا ،
ويُزلزلُ الدنيا بنفخه بوقِهِ
 
 
السرُّ يخرج من بلادِ الشمسِ
وتُقاتلني الظلالُ علي عيونك أيها الزرقاءُ
والسورُ الممتد بيننا ،
خرجت كتائبُهُ من الصبَّارِ تخترقُ الشرودَ
فتذبحُ السفْرُ الدفينُ علي صليب الحائط المبكيّ ،
 
قلبي يا ابنه الاحلام في وادي الصدي ،
يرتدُّ ؛
والجذعُ المُرَطَّبُ قد تَفَحَّمَ صوتُهُ
نسَّاج أيكتنا تَبَخَّرَ في قيودِ الريحِ
مزمارٌ من القصبِ القديمِ ثَقَبتُهُ
قد وسَّدّتْهُ سنابكُ الأيامِ ارضا للرَدي
ألحانُهُ من عالمي السفليَّ تخرُجُ حيَّهً
 
سكنت عيونكِ ايها الزرقاءُ ..
والحبلُ العنيدُ يشقُّ وجهَ الدمعِ
عن جبلٍ من الالام ترقبهُ السفينهَ من بعيدٍ
حين تبصر نورسًا مَلَكَ السفوحَ بمعصمٍ
والقلبُ يحلُمُ بالذري
يعلو ويهبِطُ كالنسيمِ
ليسكنَ الحوتُ الممدَّدُ في الفؤادِ ،
وينتهي النبضُ المعلقُ في السماءِ
علي يديكِ تقوَّسَ الصبحُ المقامر كالمدي
ووَشت اليَّ سحائبُ الاحلامِ : لا ترحَل ... !
فبابُ الفجرِ يحمله الأثيرُ علي جناح النورِ
والزرقاءُ مفصحهُ العيونِ ،
بها ملائكه المساءِ علي خيولٍ بيضَ تخترقُ الغبار ،
فيسكن اللهب المُضئ وما حوي .
© 2024 - موقع الشعر