قصيدة عندما يعانق أصبعُ العشق أصبعَ الجليلِ / من ديوان مشكاة العشق - برادة البشير عبدالرحمان

أصبع العشق كأصبع الجليل
 
*****************
 
ليس ... كأُصبع طفلتي...
أصبعٌ ... غَضٌّ ...
فَتِيٌّ ... شفاف ...
أصبعٌ ... يُرفع ...
للتساؤل ... عن رمزٍ ...
بحثًا ... للمعنى ...
عنْ ... دليلِ.
*******************
 
أُصبع ... طفلتي ...
كأصبع... "عَهْد التَّميمي"...
يُنبه ... القريب ...
يُحذر ... البعيد ...
أَنَّ كرامة الأطفال ...
تُطابق بين أصبعٍ غضٍ ...
مع أصبعِ ... الجليلِ…
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكرامة ...
سليلة العشق ...
فمن يعشق ... الأرض ...
يعانق المعنى ...
في الرمز ...
يُداعب الرمز ...
في المعنى ...
كراشدٍ ... كطفلٍ ...
ليس للعشق من بَديلِ.
*******************
 
الأرض ... نَهدٌ ...
للعاشق ... ناهدٌ ...
كنهدِ الحبيبةِ ...
عشقها ... يُدرُّ الحليب ...
حليبُ العشق ... يصنع المناعة ...
يصوغ الإرادة ...
يصون الكرامة ...
العشقُ حالة ...
نحياها ... دون سجالٍ ...
بلا ... تأويلِ.
*******************
 
 
طائرُ القدس ...
بلونٍ ... بصوتٍ ...
ونهدٍ ...
حليبه لقاحٌ ...
ضد النسيان ...
طائرٌ ... لا ينسىَ معنى ...
الأرض ...
يجتاز ... "الأُلفة" ...
الى العشق ...
العشقُ ... لا يقبل أصبعَ ...
الدخيلِ.
*******************
 
طينتي ... كطينة ...
أرض القدس ...
فتية ...
تربو بدمعٍ ... كالطَلِّ ...
طينةٌ رَيُّها ...
من طَلِّ عين حوائي ...
ومَنْ ارْتَوى بطل العيون ...
بِرَويِّ ... شِعر العشق ...
يرشُق الغاصب ...
بسجيلِ.
*******************
 
 
يَنشدُ طائر القدس ...
ينسج ...
وجدان الطفولة ...
برقةِ العشق ...
يَنشدُ قصيدة الكرامة ...
نشيدٌ ... كغُنْجِ أنثى...
كبصمة ليلى ...
يغازل الوجدان ...
بالعين ... بالصوت ...
لتحريضي ... دون عويلِ .
*******************
 
 
ريشة طائر القدس ...
كعين ليلاي ...
عينٌ ... تُهديني رموشها ...
كيَراعٍ ...
لأُدَوِّنَ مخطوط العشق ...
مخطوطٌ ... كهالة البدر...
وشمةٌ ... بالسماء ...
لا تنسيني ... القدس ...
ك"الخليلِ".
*******************
 
زقزقة طائر ...
القدس ...
كبريق عين الأُمومة ...
بريقٌ ...
ينحت بعمقي ...
إرادةً من مرمر ...
بريقٌ ... يُشع في قلبي ...
بألف شمعة ... و قنديلِ.
*******************
 
 
من رَنَا ...
لعين الأمومة ...
مَنْ رشف خمرة العشق ...
مَنْ أصغى لنشيد طائر ...
القدس ...
عشقه للأرض ...
عناقه للكرامة ...
لا يحتاج وصيا ...
لا يتوسل ... مفاوضا ...
لا حاجة ... لتوكيلِ.
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
التوكيل ... قناعٌ ...
والقناعُ ... إخفاءُ هوية ...
التوكيل "هروبٌ" ...
من إنسانيتي ...
"إِخصاءٌ" لكرامتي ...
القناع ... سترُ عورة ...
إنكارُ تناقض ...
تجاهلُ ... "ضمٍّ"...و "نبذٍ" ...
حذار يا أطفال القدس ...
من حرباءٍ ... في صورة ...
كفيلِ.
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
التفاوض ... قناع ...
حقلُ ... سجالٍ ...
حقلٌ يتيه فيه المحقق ...
بين السطور ...
تَيهُ الحروف ... يبعثر المعنى ...
عيون أطفال القدس ...
بالحدس ...
تقطفُ المعاني ...
معانٍ... تَنْثُرها عيونٌ جريحة ...
عشق الأرض ...
لا يعبأ بضباب الحروف ...
ضبابٌ ... لا يشفي غليليِ.
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
العشق إكليلٌ ...
إكليلُ عيون تُبْرقُ ...
بالشوق ...
تنبض بالإشراق ...
تضمد جروح الحزن ...
العشق يحرك إيقاع ...
القَوَافِي ...
يُسيل وَشَلَ الفرح ...
تَنزلق ... على حافة الرموش ...
كحبات الندى ...
على خد وردة القدس ...
صبيحة ليلٍ ...
رعبهُ... ليس له...
مِن... مثيلِ.
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
بسمة الطفولة بالعينِ ...
بسمة الأمومة بالهمس ...
في الأذن ...
غَمزٌ ... عميق ...
يحرك أشواقي ...
فلا يرسو حَدسي ...
سوى ...
على ضفاف القوافي...
قوافي شعري ... جموحةٌ ...
جموحها ... دون لجام ...
كأفراس طفولة القدس ...
أفراسٌ ... تبشر ... بنهاية ...
ليل ... طويلِ.
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
لكل حلم ... راعٍ ...
وكل راع على "صخرته"...
مَاسكا ... بساقٍ ...
عَدَا حلم طفل القدس ...
على نهدِ قُبةِ ...
الصخرةِ ... قابع ...
ماسك ... بيراعٍ ...
يلتقط حروفَ ... الزَّمنِ ...
تتدافع في شوق ...
من رموش السِّحر ...
سافرةً ... بدون لباس ...
جيلا ... بعد جيلِ .
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
حلم الطفولة ...
ليس حلمَ أعزلٍ ...
ليس حلم أعزب ...
فعشق الأرض لا يتلاشى ...
فلِمَ الصحوة من الحلم ...
إذا العين أدمنتْ ...
سَكْرَةَ العشق ...
تُغْنِي أُذني ... كطائر ...
القدس ...
يردد نَجوايَ ...
فَأقطف صداه ...
صدى يرسم للتحررِ ...
سبيليِ.
*******************
 
 
 
 
 
 
كَياني ... دونكَ ...
يا طائر القدس ...
كأَرْزَةٍ ... كعَريشةٍ ...
دون دفءِ أوراقٍ ...
كياني ... دون قِبابِ ...القدس ...
أطلالُ كلامٍ ...
حروفٌ مبعثرة ...
على حافة ...
الضياعِ ...
لا تُفصح ... بلسانٍ ... يحسنُ ...
تمثيليِ .
*******************
 
لا تشكو ... روحُ ...
أطفال القدس ... جفافا ...
إذ تُصغي ... لنشيد طائر ...
القدس ...
نشيدُ العودةِ ...
يسقي زهور الروح ...
تَرقُّ له الأوتار ...
ويحنُّ صوت الطفولة ...
لموتِ صوتِ ... التَّدويلِ.
*******************
 
 
لأبواب الانتظار ...
أَجراسها ...
وُلُوجُها ... غير مباحٍ ...
وباب القدس بأطفالها ...
دون مزلاجٍ ...
خريف القدس ليس ...
كئيباٍ ...
فالنور يُطل ...
من نضج زيتونة ...
نورها ... لا يحتاج لأجراس ...
لتسجيل نهاية ...
تَكْبيليِ.
*******************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
دمع ... طفولة القدس ...
لتوضيح الرؤية ...
لتوسيع الرؤيا ...
لغسل الجَفنِ ...
عينٌ ...
تغازل ابتسامة الشمس ...
لا تُغضب هالة البدر ...
مُنفتحةٌ ... مفتوحة ...
فاتحةٌ ...
كشقائق النعمان ...
تبشر بآذار القدسِ ...
مع كل ... طفلٍ ... قتيلِ.
*******************
نشيدُ طائر القدس ...
شُعاعٌ لَيْزَرِيٌّ ...
إسقاطه ...
على أصبع طفل القدس ...
يؤكد أن خلاياه ...
من أصبع الجليل ...
أصبعٌ لا يهاب غدرا ...
لا يُخَدِّرهُ نفاقٌ ...
حقيقةٌ...
لا تسمح ... بتضليليِ.
*******************
 
 
غناء طائر القدس ...
عريق ... كحروف الضاد ...
عتيقٌ ...
بأُذن اطفال القدس ...
ناعم ٌ... مشوق ...
دون إِجهادٍ ... بلا عناء ...
كدِراع الأُمومة ...
تَضمُّني ...
عِنْدَ ... تقبيليِ.
*******************
 
 
أمومة ... القدسِ ...
كالجليل ...
كالخليل ...
وَلاَّدة ... من عهدِ ...
عَشتارْ ...
من زمن ... تَمُّوز ...
الخصوبة ... جينةُ ...
كلِّ مقدسِي ...
نصوصُ "أَكَدْ" ... وأريحَا ...
لا تحتاج ... لتعليلِ .
*******************
 
 
 
اقْتلوا ... ما شئتمْ ...
فشعبٌ يملك ...
خصوبة أمومة القدس ...
شعبٌ يعانق ...
طائر القدس ...
شعبٌ تَرْبو عزيمتَه ...
بمددٍ ... غزيرٍ...
مددُ العزيمةِ ... بكَمٍّ ...
يجهلُ لفظُ ... القليلِ.
*******************
 
 
أخبرتني ... ماما ...
وقولُ الامومة ...
يقينٌ ...
"أَنَّ من يَسمنُ يَهزلْ" ...
ومن يطغَى ... يُهزم ...
ومن يَركب ... يَنزل ...
ما خَلدَ ... مظلوم ...
في" قفصٍ" ...
كنزيلِ.
*******************
 
 
 
عندَ أرجوحة المفاوضات...
تتبعثر الحروفُ ...
تترنحُ المعاني...
لا يحلمُ ... آدم ....
كحواء ... كأي طفلٍ ...
دون أملٍ ...
ذاكرة أطفال القدس ...
ليست مائية ...
فكيف تَتِيهُ ؟ ...
في دهاليزِ ... التأويلِ.
*******************
 
عندما تضع طفلتي ...
أُصبعَها ... بالخريطة ....
على أصبعِ الجليل ...
يُشعُّ وُجدانها ....
يتبخر ... كابوسها
يَتوارَى ... اليأس
ينتحِر الإِحباط ...
عناق أصبع طفلتي بأصبع الجليلِ...
يَنسجُ كَمْ حُلمٍ ....
جميلِ.
*******************
 
يقول طائر القدس :
طائرُ الفينق ... سَلِيلِي...
ابْتسموا من النقب...
الى الجَلِيلِ...
ابتسموا عند كل قتيلِ...
بسمتكم ... دعوةٌ ...
لِطَيْرِ ... أبَابِيلِ ...
*******************
© 2024 - موقع الشعر