بساطُ الريح ناقتي - حسن شرف المرتضى

لا أكتبُ الشعرَ إلا حين أنكسرُ
وحينَ لا يُسعفُ الآمالَ لي القدَرُ

في داخلي رحلةٌ طالَ الغيابُ بها
وأرهقتْها دروبٌ كلُها سفَرُ

أشتقّ من أضلعي الجنّات في (إرَم)
وحولَ أنحائها كمْ تلتظي سقَرُ

شاءتْ أنامُلها رَسْمي على حذر
وشئتُ ألا يكونَ الخوفُ والحذَرُ

لها إطارٌ خفيّ ظاهرٌ فمتى
يبدو لقلبي جلياًّ حين يستترُ؟

يذوبُ في زحمة الألوان بيرقُها
ويبزغُ الكلّ لكنْ عنهُ ينحسرُ

وفجأةً يجتلي المعنى ويحملُهُ
من غابر الحُلم أجسادٌ هي الصوَرُ

في قالب واحد تبدو طلائعُهم
بالمدّ والجزر بحراً ظلُهُ المطَرُ

يهمي بلا موعد، تنجاب ُأنملُهُ
بالصّحو كيما عطور الزهر تنتشرُ

بيني وبين الربيع الخُلد منطقةٌ
لا يمضغُ الدربُ فيها الخطوَ أو يذَرُ

يشدّ نحوي إياباً ،نحوهُ سفري
والريحُ لي ناقةٌ تهذي: متى الظَفَرُ؟

لا أفهمُ الغيبَ إلا أنهُ قدرٌ
ما بينَ كاف ونون بتُّ ...أنتظرُ

© 2024 - موقع الشعر