لمثلها يستعد البأسِ والكرم، - أبي فراس الحمداني

- لمثلها يستعد البأسِ والكرم،
وفي نظائرها تستنفد النعم

2- هي الرئاسة لا تقني جواهرها،
حتى يخاض إليها الموت والعدم

3- تقاعس الناس عنها فانتدبت لها
كالسيف، لا نكل فيه ولا سام

4- ما زال يجحدها قوم، وينكرها
حتى أقروا، وفي آنافهم رغم

5- شكرًا فقد وفت الايام ما وعدت،
أقرت ممتنع؛ وانقاد معتصم!

6- وما الرئاسة إلا ما تقر به
شمس الملوك، وتعنو تحته الأمم

7- مغارم الملك يعتد الملوك بها
مغانما في العلا، في طيها نعم

8- هذي شيوخ "بني حمدان" قاطبة،
لاذوا بدارك، عند الخوف، واعتصموا

9- حلوا بأكرم من حل العباد به
بحيث حل الندى، واستوثق الكرم

10- فكنت منهم، وإن أصبحت سيدهم،
تواضع الملك في أصحابه عظم!

11- شيخوخة سبقت، لا فضل يتبعها
وليس يفضل فينا الفاضل الهرم

12- ولم يفضل "عقيلًا" في ولادته
على "علي" أخيه، السن والقدم

13- وكيف يفضل من أزري به بخل
وقعدة اليد، والرجلين، والصمم

14- لا تنكروا، يا بنيه، ما أقول فلن
تنسى التراث، ولا إن حال شيخكم

15- كان مخازيه ترديه فأنقذه
منها، بحسن دفاع عنه، عمكم

16- أستودع الله قومًا، لا أفسرهم،
الظالمين، ولو شئنا لما ظلموا

17-القائلين، ونغضي عن جوابهم
والجائرين، ونرضى بالذي حكموا،

18- إني، على كل حال، لست أذكرهم؛
إلا وللشوق دمعي واكف، سجم

19- الأنفس اجتمعت يومًا، أو افترقت
-إذا تأملت- نفس، والدماء دم

20- رعاهم الله – ما ناحت مطوقة- وحاطهم، أبدًا –ما أورق السلم-!
© 2024 - موقع الشعر