أنثى 2000

لـ سعاد الصباح، ، في غير مصنف، آخر تحديث

أنثى 2000 - سعاد الصباح

قد كان بُوسْعِي،
- مثلَ جميع نساء الأرضِ
مُغازلةُ المرآةْ
 
قد كان بُوسعي،
أن أحتسِيَ القهوةَ في دفءِ فراشي
وأُمَارس ثرثرتي في الهاتفِ
دون شعورٍ بالأيامِ.. وبالساعاتْ
 
قد كان بوسعي أن أتجمَّلَ..
أن أتكحَّل
أن أتدلَّل..
أن أتحمَّصَ تحت الشَّمس
وأرقُصَ فوق الموج ككُلِّ الحُوريَّاتْ
 
قد كان بوُسْعي أن أتشكَّلَ بالفيروز، وبالياقوتِ،
وأن أتثنَّى كالملكاتْ
 
قد كان بُوسعي أن لا أفعل شيئاً
أن لا أقرأ شيئًا
أن لا أكتُبَ شيئًا
أن أتفرّغَ للأضواءِ.. وللأزياِء .. وللرَحَلاتْ..
 
قد كان بوُسْعي
أن لا أرفُضَ
أن لا أغْضَبَ
أن لا أصرُخَ في وجه المأساةْ
قد كان بُوسْعي،
أن أبتلع الدَّمْعَ
وأن أبتلعَ القَمْعَ
وأن أتأقلمَ مثل جميع المَسْجُوناتْ
 
قد كان بُوسْعي
أن أتجنَّبَ أسئلةَ التَّاريخِ
وأهربَ من تعذيبِ الذَّاتْ
 
قد كان بُوسْعي
 
أن أتجنَّبَ آهة كلِّ المحزونينَ
وصرْخةَ كلّ المسحوقين
وثورةَ آلاف الأمواتْ..
 
لكنّي خنتُ قوانينَ الأنثى
واخترتُ مواجهةَ الكلماتْ..
© 2024 - موقع الشعر