الموتُ والحُرِّيَّة

لـ محمد عبدالرحمن شحاتة، ، في الوطنيات، آخر تحديث

الموتُ والحُرِّيَّة - محمد عبدالرحمن شحاتة

دعْ عنكَ ذُلَّ الأمسِ
والغَجَرِيَّةْ
واسمعْ غناءَ الوردِ في الفَجريَّةْ
 
وإذا توحَّدَتِ البلادُ على الشَّجى
أقِمِ الصَّلاةَ
بدولةٍ مصريَّةْ
 
عُدِّي خُطى الأقدامِ
عندَ فراقِنا
فالقلبُ يوشِكُ أنْ يموتَ عشيَّةْ
 
سَيعودُ شملُ الأرضِ بَعدَ شَتاتِها
وتُخَضِّبُ الحنَّاءُ
كفَّ صَبيَّةْ
 
صوتُ القنابلِ
لا يُخيفُ قلوبَنا
فالقلبُ صلدٌ والبِلادُ أبيَّةْ
 
وأتى رصاصُ الموتِ
يحصدُ روحَنا
فمنَ الدِّماءِ قصيدةٌ شِعريَّةْ
 
أوقدتُ من كلِّ الأصابعِ شمعةً
وهتفتُ في ميدانِنا
"سِلميَّةْ"
 
ماذا سأكتبُ والحروفُ جريحةٌ
والشِّعرُ
مثلُ عواصفٍ شتويَّةْ
 
يا أيُّها الوطنُ المُسافرُ في دمي
أترى الفتاةَ
فقيدةَ العُذريَّةْ!
 
وطني الذي
قد خلَّدتهُ قصائدٌ
في كلِّ بيتٍ ألفُ ألفِ قضيَّةْ
 
بيني وبينكَ
ما تخطُّ أناملي
عندَ الغيابِ بأحرُفٍ عربيَّةْ
 
كم حاصروا قلبي
ليكتُمَ نبضَهُ
والنبضُ يأبى أنْ يَظلَّ ضَحِيَّةْ
 
 
 
 
الموتُ في القاموسِ
لا معنى لهُ
إلا رجوعُ عباءةِ الفِطريَّةْ
 
هو أنْ أموتَ
لكي أعودَ كما أرى
وتعودُ روحي للحياةِ نقيَّةْ
 
يا أيُّها الطفلُ الصغيرُ
ودمعُهُ
شقَّ الخدودَ بحنكةٍ مهديَّةْ
 
كفكفْ دموعَكَ
قد وُلِدتَ بدولةٍ
فيها تآخى الموتُ بالحريَّةْ
© 2024 - موقع الشعر