أتتكَ المكارمُ يا إبن الأكارمُ - زكريا منير

أتتكَ المكارمُ يا إبن الأكارمُ..وكفكُ بالجودِ حَوتَ مَعالمُ
ضرغاما اذا ما لقتكِ العدى..سقيت منْ دمائهمْ جماجمُ
بكفٍ فدائيةٍ تنال ذي العلاٍ..وقدمْ هيدبٍ تلامسُ الأنجمُ
كأنك صغرتْ من ألا تُعلى..فصغرتْ عندك العظائمِ
وما فخر المريدين العلا..سوى أنهم بالنار يلجموا
قد ملكتْ الزمان ودهرهُ..وزدت من الوجودِ تمائم
وطرحت العواذل بمنيةٍ..هي العذرٍ ألا يستفهموا!
وخضت الدهر حتى أجتزته..ووهبتَ إلى الزمان عزائمُ
حذاراً من اللئيم ألممْ بصبرهِ..وأرقب الحسود أيان يخصم
وأستغني لما عند الناس تُغني..فليس في الدنيا شيئٍ يهضمُ
ولا تجانب أخا الجهل إنه..يعطيك من جهله ما يلزمُ
قد أماتَ النوى عِذالُ العُذَلِ..وبيننا وبينهم الزمان يحكمُ!
إني نظرت أهل الدنيا فلم أجدْ..لبيباً عن نفسه السقمُ يعصمُ
من عرف الأيام لم يجهل إخبارها..وعَرضاً إن قسم الأيام يعظمْ
كرمت نفسٌ عن اللئمْ أعرضتْ..ومراد ذي النفس في أن تكرمُ
وما كل كريم بفعلٍ ناجزٍ.. فإذا أتم مكارمه يحلمُ
لعبت بحد السيفِ صقلاً..وليث الغابِ جنبي أبكم
أنا الذي شرقا وغربا مضاربي..وبعدي بعدُ ذي الثريا والأنجمُ
وطمع الحساد في شرفي..في أولهُ سقمُ وآخره ندمُ
وتطلبني ذي الأيام لغايةٍ..فأستحكمها من معصمُ
قد رأيت الناس ذو صنفان..مكتسبٍ علمٌ وجاهل يعلمُ!
قدرت على الجهل إلا أنني..كنتَ في ذي الفطنة أقومُ
وما أشرف من شرفٍ أقدمٍ..ألا تواريه من شرف أعقمُ
ومن الآلاءِ منا ما قضتْ..أن تفقه قولنا الأعاجمُ
تصرفت بنا الأيام كيف شاءت..والنفسُ لما تشاءُ طُراً تبرمُ
© 2024 - موقع الشعر