دنيا الأنام - حمدي الطحان

كم عجيبٍ شأنُها دنيا الأنامِ
تتمادى في انثناءٍ وابتسامِ
 
تملأُ الكأسَ التي تُفضِي لسُكْرٍ
ليس يَخْبو في قعودٍ أو قيامِ
 
فَتَرَى الماضين فيها لم يزالوا
في غَفَاءٍ وانشغالٍ وظلامِ
 
هم نِيامٌ كلّما أمسوا وأضحوا
أو - لِمَا يلقون فيها - كالنِّيامِ
 
ليسَ يعنيهم سوى زادٍ حقيرٍ
وبناءٍ جانحٍ نحو انهدامِ
 
وبريقٍ زائفٍ يُطْوَى ويَفْنَى
ومُقامٍ عن قريبٍ لانحطامِ
 
لم يزالوا لِلْبِلَى يبنون حتّى
يُقْبَرُوا في حِينِهِمْ تحت الرَّغامِ ... حمدي الطحان
© 2024 - موقع الشعر