للآدمي رزق ولا حاش غيره - محمد بن حليلان

إن كان ماحقق لك الوقت غايتك
وماشفت من نور الحظوظ وميض

أعلم بأن اليأس وتحقيق الآمال
ثنتين في مجرى الحياه نقيض

أصبر ولا تبحر على مركب القهر
وتصير من جور الزمان مريض

وأقرب تقرب لله الخالق الولي
لو إن همُك للشعور يهيض

إرفع كفوفك وأطلب العفو والستر
ترى من لقاها اليوم عاش حضيض

له الحمد و غيره في الملا ما يفيدك
اليا غديت من الهموم جضيض

وأحذر تطيع أمارة السوء والهوى
تغويك دربٍ بالذنوب كضيض

للآدمي رزقٍ ولا حاش غيره
لو هو ركض مثل الوحوش ركيض

فإن صار ما تبغاه في يدين ظالم
مكروه وعند المسلمين بغيض

لا ترتجيه وخل عينك و قلبك
للي على كل الحقوق حفيض

دنيا السعاده لا يغرك شكلها
فيها الشقاء لو أن الأيام بيض

يومٍ تقوم وحظك يكسر الصخر
وأيام تمسي من الكسور رضيض

نشري بها وقت الحزن بأبخس الثمن
ولا الفرح لرضاء النفوس بهيض

أتعوضك أحيان لي فاتك الفوت
وأحيان مالك من ما فات عويض

فاليا صفا في بعض الأيام جوها
حاول ولو تكسب من الفيض غيض

لكن ليا من غيم الجو فانتبه
إنك تكون من الوساد عريض

العمر فرصه وإن حصل لك فإغتنم
ماجاد لك واحذر تكون فضيض

واذا جهلت أوضاع دربك فشاور
وآمخض أراء أهل االعقول مخيض

ترى الفتى إليا أستشار وتعلم
يصير نبع من العلوم يفيض

فإن بلغك ربي مرامٍ تريده
أشكره وخلك في الحياه وعيض

وان صارت حظوظك مثل كحل باكيه
فلا سوى رب العباد معيض

© 2024 - موقع الشعر