أنت لغتى

لـ محمد نعيم، ، في غير مُحدد

أنت لغتى - محمد نعيم

ثمانية و عشرون حرفا هى لغتى
أصبحت كلها ملكا لك أنتْ
ما عدت أملك شيئا منها
و لا أتصرف بمشيأتى فيها
و لو حاولت
ما عدت أمسك بزمامها
و لا آتى ببديعها
الا اذا تكلمت عنك أنت
ما عادت تسعفنى ثقافتى
و لا معرفتى
و كأننى قبلك ما تعلمت
فقد أصبحت أميا بكل شىء
فى هذه الدنيا، الا أنت
اذا حاولت الكتابة فى أمر غيرك
تضيع منى الحروف
تتوه منى الكلمات
و حينها أدرك أنى أخطأت
لأنى يا أميرتى بغيرك قد فكرت
و اذا ما أتى يوما فيه صممت
على استرداد لغتى
و أحرفى و أبجديتى
و لو مرة أو اثنتين أو ثلاثة هزمت
أفاجأ بالحروف متحجرة
أفاجأ بالأحبار مبعثرة
و أدرك أنى مرة أخرى ما انتصرت
و بتمكنك منى و من لغتى تيقنت
فما الذى حل بى؟
لمثل هذا فى حياتى ما تعرضت
حتى الحبر يأبى
حتى الورق يأبى
لو فى غيرك كتبت
هل يا ترى قد جننت؟
هل يا ترى قد سحرت؟
لم تعد أقلامى تطاوعنى
الا اذا صلت فى وصفك و جلت
و عن روعة شفتيك
و جمال عينيك
و نعومة كفيك
و احمرار وجنتيك
تكلمت
أعترف الأن سيدتى بأننى أخيرا أدركت
بأننى فعلا قد أحببت
قد أحببت
فيالروعة الثمانية و عشرين حرفا
اذا ما استخدمتها و بها نظمت
أروع قصيدة فى الغزل
لأنى قبلك ما غازلت
© 2024 - موقع الشعر