هل أنت نهايةُ أسطورةْ - محمد آل وافي

ستظلُ الأنْفُس مقهورةْ
وتُردد نظم الأسطورةْ

وكأن قصيدَتُكم أحيت
رامي و عُروبة منحورةْ

لِتُأكد بُعد حضارتنا
وتأكد عِظَمَ الفاتورةْ

فاستهجن ماشئت لإني
أطمع في جني الباكورةْ

وسيكتب تاريخي أني
أنكرت جراحاً منثورةْ

وأُرَاقِب نزف مشاعرنا
لأشارك نفساً مكسورةْ

أبكي لمِجرد ملحمةٍ
كُتبت تعقيباً للصورةْ

عزفت ألحان مواجعها
وأَراقت مدمع جمهورهْ

أَبكي لبقايا أَجزاءٍ
من تلك الأجسُد مبتورةْ

قدشارك عثرتها الكُبرى
تجميد جراحٍ مأجورةْ

تصفيد تعابيرٍ ثكلا
ترجو أَن تُصبحُ مسرورةْ

فانقاد البعض بلا سبب
نحو الأهواء المغرورةْ

أَبكي لِحقيقةِ واقِعُنا
لا يأبه خوفاً من دَوره

وكأن حميتنا سُلبت
وبدت أفكارٌ مسعورةْ

تحكي عن ضَعْفِ ثقافتها
و بأيّ زوايا محصورةْ

تنأى في عزِّ مواجعنا
عكس الأفعال المأثورةْ

تَتَساقط منها أقنعةً
كانت بِمثابة بلَّورةْ

لِتُعيد لنا ذكرى رامي
والطفلة سارة أم نورةْ

وتُجدد فينا فاطمةٌ
كُلُّ الأوجاع المطمورةْ

ويُردد قصتها ثائرْ
قد يُنشدُ يوماً للثورةْ

أو يرسم تلميذٌ شاطرْ
تِلكَ العينان المقهورةْ

بِجِدارٍ او لوحٍ عابرْ
يُحرجُ تاريخ المعمورةْ

أو يكتبُ استاذٌ ماهر
درساً في تلك السبورةْ

يُخفي آلاماً عشناها
لتبوح لجلي الطبشورةْ

عُنْواناً يرثي حاضرنا
ويكون إطاراً للصورةْ

تاريخٌ يكتب حسرتُنا
ويُسطرُ ذكرى مأسورةْ

يا زمناً لا يُرجى بُرؤهْ
هل أنت نهايةُ أسطورةْ

© 2024 - موقع الشعر