ياللي تصبّين السهر - خميس المقيمي

ياللي تصبّين السهر في عيوني
نوارسٍ بيضا ، مسافات ، و خْيام

العمر شارع و الجميع إسبقوني
طفل بطرف ثوبك تعلّق ، و لا نام

يسئل نجومك علّهم يذكروني
علّ الشوارع خلّصت كنس الاثام

أنا خميس و ذي ردوني ، ردوني
نفس الوجع يكبر معي لين قدّام

و هذي عيونٍ يوم رحتي نسوني
هي نفسها .. غربه ، و ذكرى ، و أيام

نفس الخميس اللي شموسه طفوني
رجع يشبّك في حكاياته زْحام

الليل حبر ، بدايتة من طعوني
و البرد أوغل في العظم ، أوغل ، و هام

للنزف نفس الباب .. لا تشعلوني
قنديل ضلما .. و المدى ناس نيّام

صحّيت جرحي علّهم يحطبوني
سورة دفا ، تذبح لهم جوع ، و أيتام

تعبت أحبّ ، و دايماً يخدعوني
تعبت أداري دمع ، و آطارد أوهام

تعبت أمنّي جرحي .. يضمّدوني
و لا شفت من تضميدهم غير الآلام

تعبت شنطة غربتي ، و إتركوني
على رصيف السهد .. ملّيت الأحلام

يبسَت على طول الترجّي غصوني
و لا لاح بارقهم ،و لا طيرهم حام

و إنتي تصّبين السهر في عيوني
نوارسك دايم على جفني تنام

© 2024 - موقع الشعر