سنديانه - خميس المقيمي

مغتسل هذا الشمال بفجرها لين الهديل
لين لمّ بصرّة أهدابي حمايمها ، و سال

كان ما به صبح إلاّ في أغانيها يسيل
كان ما به ليل إلاّ في ضفايرها سؤال

كان ما للحلم غير يمرّها عابر سبيل
و يمتلي لآخر عصافيره ورود و إحتفال

كان ما للشعر غير أهدابها ضلّ و مقيل
كان ما للياسمين إلاّ أمانيها الطوال

مغتسل ،، و عيون شاعرها مسافات و رحيل
و إمتداد لألف جرح ، و للوجع مليون حال

و الوجع مهما تنفّس من نسايمها بخيل
شاسعٍ هالجرح في صدرٍ نسى طعم النصال

آه وش سوّى غيابك ، ما بقى فيني قليل
كلّهم ضلّوا ، و رحتي و إنتي لضلعي شمال

دون صوتك هالمدى موحش و ضيّعت الدليل
دون صوتك في عيوني طال ليل البعد طال

دون صوتك ، و إخضرار يديك قفر و مستحيل
دون صوتك شاعرك ضامي و إحساسه رمال

للهوى ميعاد في عينه ، و صار الدرب ليل
من غدا قلبك بلاده حيل يضنيه إرتحال

للجراح أصحاب ، و أنساب و مواعيد ، و دليل
و للغياب يدينها سكّه ، و ميعاد ، و دلال

و للنهايات إنكسار ، و لعثمة شارع طويل
ما شبه غير إرتباك الشمس في دفتر ظلال

ما سواها علّم الدمعه ليا مرّت تسيل
غيرها مرّوا و ما خلّوا بصحرا القلب حال

تبعدي ، و الجرح في راحة يدي عمره نخيل
تبعدي ، و آنا صغير و هالمدى يذبح رجال

و هالخميس اللي خبرتي ما عرف بعدك يميل
يضوي يدينه بعتمة غيبتك شمعة وصال

لين ما خلصت أصابيعه كثر ما هي فتيل
و إبتدا يشعل ضلوعه وصل في ليل إحتمال

ما نبت بعيون جرحه غير نوّارك جميل
يا الحبيبه كثر ما أقراني بعينك دلال.

يا القريبه كثر ما أتنفّس غيابك بديل
كلّ أشيائي بدونك لمّها صبحك ، و سال

كان ما به غير دمّك في شراييني يسيل
صار ما به غير دمّك داخل عروقي سؤال

© 2024 - موقع الشعر