على مسرح الحياة - صبرى سالم

أشغل نفسى بالتفكير
و أفتعل الأمور دون تدبير
و أختلق الأعذار حتى و لو كان السبب صغير
و أحيانا من كثرة الوحدتى و الفراغ أكاد أجن
و على المكابرة لا أقوى حتى لمجرد التفكير ..
أتمرد على كل شى و أتبرءا من كل شى
لا حب لا فكرا لا شوق لا غدرا و لا أصوات عصافير ...
و أحيانا أجن فعلا و أقدم على الكثير
تجتاحنى رغبات نفسى تسرقنى من أنشغالى و إفتعالتى
ليصبح كل شى فى عينى جميل
أسافر ؛ أركب أمواج نفسى و لا أدرى ما هوا المصير
و أصبح مرهقا عندما تدعونى سيدتا للعشاء
لأدعوها لموعدً يجمعنا فى أخر المساء
أدعوها لتصبح ممارسة الجنس أجمل لأنه أول لقاء
و لكى لا تنسانى نشوته أجعلها بين يدى أجمل النساء ..
أضرب بعرض الحائط كل القوانين و أتجرد من كل العادة
و أتصفح الجرائد و أنضر لأخبارها بنضرة الاستهزاء
و أمارس شقاوة الأطفال أتجول فى حدائق ذاكرتى
التى باتة صحراء قاحلة من شدة اللأم و المعاناة
و أفترش رمال البحر و أنضر الى السماء
أخاطب طفولتى و أستذكر معها كل ما فات
ف ترتسم ابتسامتى التى غابت منذ فترة عن شفتاى
و أطلق العنان لنفسى و لترتاحَ مخيلتى
و تهنئ نفسى بطعم الحياة ..
هكذا أنا عندما أتجرد من الأشياء
حالى يعكس إنفعالتى
و ذكريات طفولتى تعدل قليلا من أنطبعاتى
أهدوء ؛ أستكن ؛ أغدو جميلا فى مجمل التصرفاتى
و من لا يعرفنى يقول عنى مزاجى و صعب الإرضاء
و أحيانا ملئ ب التافهات
ف أعذرُ يا سادة كل حالاتى
أنا رجل مرهق من السفرى
ما بين ذاك الجُرح و جبروت أمرائه حطمة كل حياتى ..
و على مسرح الحياة أحاول أن لا ارتجلا
دور المهرجِ او صمت المغنى أن نسيا الكلمات ..
هكذا أنا ؛
بصمتى ؛ بحديثى ؛ بجنونى ؛ بعقلانيتى
و بكل ما فات
لم تعد تعنينى نظرتكم ؛ تسألكم ؛ استغربتكم
ف أنا رجلا لا أصنع المبررات
و لكنى شرحت نفسى
لكل من لم يقدر خطايا الإنسان
و ضن أنه وصيا أو ملاكا
لا يعرف الأخطاء و لم يستسلم الى نفسً
روضته و أغرقته فى بحر النزوات
ف هذا أنا و يعجبنى أنا
فى كل الحالات .
© 2024 - موقع الشعر