تمهل هدأ الخطوات - وهيبة محمد

ترفق بالترابِ ربّما كُنتَ يوماً بعضًا منه
ترابٌ من ذوبِ قلوبٍ
عشِقتْ
لاتُبعثر الترابُ
أنا وأنت بعضٍ منه
ترابٌ نحنُ فوق ترابٍ الى ترابْ
فلا تبعثر ذراتنا
تحت أقدامكَ وترفقْ
وتمهلْ
والخطو منكَ
أو عليكْ
فتمهل
فأنا بعض منك
ترابي صنو ترابك
نسعي
نعشق
نتزاوج
دماً وأجسادٍ الى تراب
ولانفنى
نبقى
لنعودَ في نشور
لنعود في شجر’ أو ثمرة يحملها التراب
في عيونٍ زرقاء وخضراء
أو زهرةٍ أو ياسمينةٍ نعود ْ
لبنةٍ في بنيانٍ نعودْ
ترفق بنا
وأنت تخطو علي ذراتنا
ترابٌ نحن
نحن الى تراب فتمهل
لاتغتر بشباب الخطو
فتُبعثر ترابنا
في فورةٍ وفتوة
شبابٌ ثم تراب
فترفق
فالخطوات القادمة آتيه
أسمعها آتية
لاتتوقف
منتظمة هي الخطوات
آتٍ الينا الفناء في انتظام
لايفتر
هو قادم لامحالة
حتما هو قادم
خطواتهُ محسوبة ومعدودة
لاتتوقف
أسمع خطواته بروحي
ملامحه تُرسم علي وجناتي
أثارهُ في خطواتي
يقربُ من بابي
يا مغرورتغتر
بقوة خطواتك علي ترابي
ترفق تحنن
فالتراب منك ومني
ولا تتخيل
أن الشباب دائم
فخفف الخطو
وتذكر أن الخطو علي التراب
انما هو خطوٍ علي أجساد
كانت هنا تملأ الدنيا إبداعا وبطولة
فلا تبعثر التراب
تحت رعونة خطواتك
وهدأ الخطو
فنحن من تراب الي تراب
يوما ستبطئ الخطوات
وتتمهل
فترفق بنا
ياتراب يخطو فوق تراب
وتنسم عبير أقوام كانوا هنا يوما
تنسم عبير ترابهم
تحت قدمك وأنت تتقدم
هدّأ فالشبابُ زائل
وقوتك الي ضعف
فلا تتعجل
واعشق التراب
وبجلّ الذرات
فلاتبعثر ترابنا
ولملم بقايانا
وتنفسها واحتويها في صدرك
فهي بعض منك ومني
ومن عشاق مروا وعبروا
ملأو الدنيا حكايات حب وعشق وبطولات
وتضحيات
أقوام آتوا ومروا
وصاروا تراب تحت خطوك
فترفق بجدي وجدك وجداتنا
ولا تؤلم التراب برعونة خطواتك
ولاتبعثر بقاياهم تحت قدمك
وتفّكر
أين ذهبوا وذابوا
تذّكر اننا من تراب
الي تراب فوق تراب
فتأمل
وتمهل
وتفكر
وتدبر
وخفف الخطوات
وامشي الهوينا علي أجسادنا
فمآلك الينا
فتمهل
 
// بقلم وهيبةمحمد //
© 2024 - موقع الشعر