التوقيعات الأدبية

التوقيعات الأدبية أدب نثري بلاغي ، وفن من فنون الأدب العربي
ولما يمتاز به أدبنا العربي من خصائص كثيرة ومميزات سواء من حيث تنوع المواضيع
واساليب الكتابة ، مازالت قوته حاضرة ليومنا هذا.
وأن كان قد تخلله بعض الركود وبعض الفوضى من الذين لا يعون لهذا الادب واصولة القديمة .
إلا أنه مازال في المقدمة ومسيطر على أي ادب آخر ، ويحظى بالكثير من التفوق والروعة
مما أشاد إليه اكبر النقاد اللغويين .
فالتوقيعات الأدبية مشتقة في اللغة من التوقيع الذي هو بمعنى التأثير . يقال ( وقع الدَبَر)
بفتح الدال والباء وهي قروح تصيب الإبل في ظهورها من إجراء الحمل - ظهر البعير إذا اثر فيه .
وكذلك الموقع -( كاتب التوقيع)يؤثر في الخطاب
وقيل : أن التوقيع مشتق من الوقوع ، لأنه سبب في وقوع الأمر الذي تضمنه، او لأنه إيقاع الشيء المكتوب في الخطاب .
والتوقيع ما يوقع في الكتاب ، وقيل : أن يُجمل الكاتب بين تضاعيف سطور الكتاب مقاصد الحاجة "وبحذف الفضول " .
والتوقيع الأدبي ليس هو التوقيع المعروف ب " الإمضاء " وإنما هي حكمة او عبارة مختصرة تكون بليغة موجزة واضحة الدلالة .
او ردود واجوبة مسكتة بشكل إجازي وروعة بلاغية تُلجم ما بعده من حديث .
ومنها ما كان إقتباساً من أية قرآنية او حديث شريف او مثل مشهور او حكمة تداولت على هيئة توقيع ومازالت خالدة حتى يومنا هذا .
ومن أقدم ما عرف من هذا ما جاء عن الخليفة الراشد ابو بكر الصديق رضي الله عنه في توقيعه " احرص على الموت تهب لك الحياة "
فقد ذاع هذا التوقيع بين الناس وانتشر بين المجاهدين حتى أصبح شعار المجاهدين
إن ذاك
فكان بداية لهذا الفن الأدبي الجميل .
وقد تداولته محابر الكتاب والأدباء وكلاً على حسب براعتهِ البلاغية .
ولأن التوقيعات فن أدبي له مواصفات وانواع واسرار
فمن مواصفات التوقيع تكمن في ثلاث
( الأنجاز - البلاغة - الإقناع )
وانواعه عديدة
( ابيات شعر - امثال - حكمة - او غير ذلك من الأدب .
ولعل ابرز مظاهر الجمال ومكامن الإبداع في التوقيع تكون في قصر الجمل والإجاز الشديد .
قد ياتي على هيئة كلمة واحدة قوية المعنى مقنعة وافية الغرض والفكرة .
ومن النادر أن يأتي التوقيع على هيئة جملتين او اكثر .
 
وبعد أن اسهبت في كتابة هذا المقال عن التوقيعات الأدبية يبقى السؤال
هل نحن قادرين الأن على إحياء هذا الفن الأدبي من جديد وإلى أي حد سيكون ومتى سيكون ؟
 
 
بقلم : سهر الراشد
 
 
والله الموفق للجميع .