المَأسـاة في شوطِها السَّابعِ والسِّتِّين - حمدي الطحان

((( المَأساة في شوطِها السابعِ والسِّتّين )))
 
للشاعر / حمدي الطحان
 
///////////////////////////////
 
في هذي الَّليلةِ
غزَّةُ صامدةٌ
في وجهِ جحافلِ صهيونْ
منذُ الواحدةِ
وفي التَّاسعةِ
وحتَّى آخرِ طفلٍ غَزَّاويٍّ
كُوميديا سوداءُ تدورُ على أرضِ الإخوةِ
في الشِّقِّ الأيمنِ لفلسطينْ
مَشدوهًا تَشهدُ أحدثَ ما قد عرفَ العالمُ من أسلحةِ التَّدميرِ
تُواجهُ أحجارًا
أو كلماتٍ
أو صرخاتٍ
أو زَخَّاتِ أنينْ
مَشدوهًا تَتحسَّسُ عينيكَ الذاهلتينِ
وأنتَ تَرَى الشُّهداءَ الخُبثاءَ المُبتسمينْ
قد صَنَعوا ما لم يصنعهُ صلاحُ الدِّينْ .....
 
*********
 
صَفَّقَ تصفيقًا حادًّا جمهورٌ فاقَ المائتي مليونْ
بينَ الشَّوطينِ الحكَمُ تَقيَّأَ جُثَثًا وشياطينْ
خلفَ الشَّاشاتِ جلسنا نتنقَّلُ بينَ القنواتِ
نُطالِعُ آخرِ موضاتِ العُرْيِ
وأَخلاطِ خيالاتِ المَخمورينْ
عَرَبٌ غَضبُوا ممَّا يَصنعُ إخوةُ شارون
عَرَبٌ شَجَبوا في سِردابِ ضمائرهم ذاكَ الجُرْمْ
وتَعالتْ بعضُ الصَّيحاتِ المُنبطِحاتِ بِقعرِ الفمّْ
إنَّ أؤلئكَ ليسوا أبناءً لِلعمّْ
والحَلَبةَ حلبةُ سَطْوٍ شَيطانيٍّ وتَمادٍ في الظُّلمْ
واستقواءٍ بالطائرةِ
وبِالصَّاروخِ
وبِالنَّابلمْ
وحدائقِ إبليسِ الدَّيمونيَّةِ ضدَ العُزْلِ المُنسحقينْ
وذخائرِ موسكو وقنابلِ واشنطنَ
والحِلْفِ المأفونْ ....
 
.
*********
 
في الشَّوطِ السَّادسِ والسِّتِّينْ
شَلَّالُ دماءٍ يُغْرِقُ شَجَرَ الزَّيتونْ
والمَيدانُ بِرغمِ صُكوكِ المِلْكيَّةِ
أرضٌ ليستْ بِمُحايدةٍ
إذْ أَضحى كالورمِ الممقوتِ
بِجَسَدِ الوطنِ العربيِّ
يَضُمُّ الجوعى والشَّرِهينْ
ودَوابَّ الأرضِ المُنْكسرينْ
قالوا صنعوا حَجَرًا سَجِّيليًّا
سَكَنُوا أجسادًا مِن فولاذٍ
لا مِن طِينْ
لا تَأْبَهُ بِرصاصاتِ الحُلَفاءِ المُغتاظينْ
ها قد باتُوا خَطَرًا جَمًّا
فَلْنَتركْهُمْ لِلموتْ
ولْنلتِزِمْ الصَّمتْ .....
 
*********
 
في الشَّوطِ التَّالي
غادَرَ كلُّ الجمهورِ العربيِّ الملعبَ
بعدَ خِلافٍ
وعِراكٍ
وتَوافُقْ
حُطَّتْ أحذيةٌ مِن أَعلى
مِن بعدِ تَراشُقْ
ثمَّ ارتفعتْ في السَّيَّاراتِ
المَلكيَّاتِ
ذواتِ الثَّمَنِ الشَّاهِقْ
وأمامَ الشَّاشاتِ
تَحَوَّلَ كُلُّ عجوزٍ لِمُراهِقْ
 
.....................................
...............................
.....................
© 2024 - موقع الشعر