.. الوجــهُ القبيــح ..

لـ حمدي الطحان، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

.. الوجــهُ القبيــح .. - حمدي الطحان

((( الوجه القبيح )))
للشاعر / حمدي الطحان
 
/////////////////////////////////
 
شبحُ الضَّحيَّةِ في العيونِ
 
................... وكم بكى الَّليلَ الصَّباحْ
 
وصديقتي الدُّنيا تَخونُ
................... وكلُّ ما فيها مُباحْ
 
حتَّى الرُّكونُ إلى الجنونِ
 
.................. وقَتْلُ أسبابِ النَّجاحْ
 
@@@@@@@@@@@@
 
عَرّيْتِ صدرَكِ للرِّماحِ
 
.................. فَعَانَقَ الصَّدْرُ الرِّماحْ
 
ومَضَيْتِ في دَرْبِ الجراحِ
 
.................. بلا قِناعٍ أو وشاحْ
 
والوجهُ وجهُكِ يسْتديرُ
 
.................. ويَسْتطيلُ معَ الجراحْ
 
إنَّ الرَّذيلةَ في عيونِكِ
 
.................. في غُدُوٍّ .. في رواحْ
 
والأمسُ في خدَّيْكِ جَدْبٌ
 
.................. صَفَّقتْ فيهِ الرِّياحْ
 
والآنَ في أُفْقِ الزَّوالِ
 
.................. هَواكِ مَكسورُ الجناحْ
 
وسفينةُ الأحلامِ غَرْقَى
 
.................. والمَدَى دمعٌ .. نِواحْ
 
*******************
 
تَتألمينَ وكم حَرَقْتِ الصَّبْرَ
 
.................. في جَسَدِ الفضيلةْ
 
ولقد سَخرْتِ من النَّقاءِ
 
.................. وجُبْتِ أوكارَ الرَّذيلةْ
 
فَتَجَرَّعِي كأسَ النَهايةِ
 
.................. لم يَعُدْ في الأمرِ حِيلةْ
 
ها أنتِ في جَوْفِ القِطارِ
 
.................. بغيرِ زادٍ أو وَسيلةْ
 
تتأرجحينَ مع الظِّلالِ
 
................... مع المسافاتِ الطَّويلة
 
ولقد سُرِقْتِ من الشَّبابِ
 
.................. من التَّصابي والطفولة
 
ودُفِنْتِ في جُبٍّ سحيقِ
 
................ العُمْقِ مُحتَشِدِ الكهولةْ
 
والنَّاسُ تَنظرُ باحتقارٍ
 
.................. للتَّجاعيدِ العليلةْ
 
ضاعتْ ملامحُكِ الجميلةْ
 
.................. وزَوَتْ أَزاهيرُ الخميلةْ
 
يا ليتَ كلَّ الخَلْقِ غابوا
 
.................. عن وجودِكِ يا ذليلةْ
 
******************
 
بِالأمسِ أَشرقَتِ الشُّموعُ
 
.................. وعَانقَ الأهلُ الوليدْ
 
كانتْ عيونُكِ بَسمةً
 
.................. تَلْهو على هُدْبِ الوجودْ
 
والخَدُّ بَدْرٌ ناعسٌ
 
.................. قد صُفِّفَتْ فيهِ الورودْ
 
قالوا بِأنَّكِ نعمةٌ
 
.................. واللهُ يَرْزُقُ مَن يُريدْ
 
قالوا بِأنَّكِ فِتْنةٌ
 
.................. وجمالُكِ السَّاهي فَريدْ
 
غَنُّوا جميعًا .. زغردوا
 
................ واسترجعُوا نفسَ النَّشيدْ
 
والأمُّ تَرْقُصُ باجتهادٍ
 
.................. رقصةَ الفجرِ الوليدْ
 
والرِّيحُ مِن خلفِ الزُّجاجِ
 
.................. تَئِنُّ كالنَّغمِ الشَّريدْ
 
أمَّا البروقُ فَدَمدَمتْ
 
................ مجنونةً بينَ الرُّعودْ
 
طِفْلٌ سَعيدٌ .. رَدَّدَتْ
 
.............. قِطَعُ الدُّجَى.. طِفْلٌ سعيدْ
 
******************
 
يومًا رَجعْتِ وفي يديكِ
 
................. قلادةٌ تَبْدو ثمينةْ
 
ضَربوكِ قالوا تَسرقينَ
 
................. وبالمبادئِ مُسْتَهينةْ ؟!!!
 
احمرَّ وجهُكِ .. لم تُجيبي
 
................. دَمدمتْ فيكِ السَّكينة
 
سَجنُوكِ عِشْتِ مع المخاوفِ
 
................ بِضْعَ أيامٍ سَجينةْ
 
وخرجْتَ أكثرَ رغبةً
 
............... في خَرْقِ أَعرافٍ ضَنينةْ
 
أَسْلَمْتِ نفسَكِ لِلبريقِ
 
................. ولَوْثةِ الَّلهوِ الَّلعينةْ
 
وعَدْوتِ خلفَ الَّلافتاتِ
 
................. وخَلْفَ أَضواءِ المدينة
 
ذاكَ العجوزُ مُتَيَّمٌ
 
............... ويَكادُ أنْ يَنْسَى سِنِينَهْ
 
يَسْعَى إليكِ وفي يديهِ
 
................ لَفائفُ الحُبِّ البدينةْ
 
لم تَرْفُضِي طَلَبَ المُعَنَّى
 
............... طالمَا أَمْسَى رَهينةْ
 
******************
 
باتتْ حياتُكِ مَسْرحًا
 
................ لِلعارِ في فجرِ الشَّبابْ
 
والكأسُ في كفَّيْكِ نارٌ
 
................ تَشْتَهِي حَرْقَ الثِّيابْ
 
كلُّ الحنايا غارقاتٌ
 
................ كلُّ عِرْقٍ فيكِ ناب
 
قَتَّلْتِ أَفئدةَ الحيارَى
 
............... في الذِّهابِ وفي الإيابْ
 
ونَثَرْتِ لَحْمَكِ في الحواري
 
................ لِلضَّواري والكِلابْ
 
وغَدَوْتِ مَوْطِنَ لَذَّةٍ
 
................ لِلْمُستطابِ ولِلْمُعابْ
 
في كلِّ فَكٍّ قِطْعةٌ
 
........... مِن لَحمِكِ العاري المُذابْ
 
في كلِّ بيتٍ ثَوْرةٌ
 
................ أَشْعَلْتِها دونَ انسحابْ
 
تَتراقصينَ وتَعبثينَ
 
................ وتَنْثنينَ بِكلِّ بابْ
 
ونَسيتِ أنَّكِ بعدَ حِينٍ
 
................ سوفَ يَمْضُغُكِ التُّرابْ
 
******************
 
طَردوكِ يومًا مِن
 
................. مَوائِدهم بِهُزْءٍ واستهانةْ
 
قالوا عجيبٌ أَمرُها
 
................ طَلَلٌ وتَحْتَرِفُ المَجانةْ ؟!!!
 
والسُّلُّ مَزَّقَ جِلْدَها
 
................ وتَدُورُ تَحْلُمُ بِالخِيانة ؟!!!
 
بَصَقُوا عليكِ وطاردوكِ
 
................ بِكلِّ ألفاظِ الإهانةْ
 
استنطقَ الجِلْدُ القبيحُ
 
................ وبالَ جوفُكِ فوقَ حَانةْ
 
وانفضَّ ظَهرُكِ والتوَى
 
................ واستعذبَتْكِ الَّلامكانةْ
 
والنَّجْمُ في مُدُنِ السَّواحلِ
 
................ مَدَّ في ضَحِكٍ لِسانَهْ
 
والنُّورُ مِن خلفِ المآذنِ
 
................ عَضَّ في أَسَفٍ بَنانَهْ
 
والجُوعُ يَرْكَعُ في دِمائِكِ
 
................ مُنْذُ عامٍ بِاستكانةْ
 
كانتْ يَمينُكِ في جيوبِكِ
 
................ لا نُقودَ ... ولا دِيانةْ
 
******************
 
استوطنَ الجسَدُ الرَّصيفَ
 
................... وكادَ يَقتُلُكِ الشِّتاءْ
 
والكَفُّ مُدَّتْ لِلأمامِ
 
.................. لَعلَّها تَجِدُ العَطاءْ
 
آهٍ من الزَّمنِ الَّذي
 
.............. قد جَدَّ في غَرْسِ الشَّقاءْ
 
قد كُنْتِ في حُضْنِ السَّنَا
 
................ والدِّفْءِ يَغْمُرُكِ الصَّفاءْ
 
تَسْتَنشِقينَ الطُّهْرَ والأَنسامَ
 
................... والأملَ المُضَاءْ
 
وتُبادلينَ الطَّيْرَ والأزهارَ
 
.................... حُبًّا والسَّماءْ
 
مَنْ ذا يَقُودُكِ مِن جديدٍ
.................. لِلْهِدايةِ والنَّقاءْ ؟!!!
 
ولقد سَخرْتِ مِن الضِّياءِ
 
.................. وقد عَشِقْتِ الَّلاهتداءْ
 
فَلْتَلْعَقِي أَبَدًا صديدَ الشَّرِّ
 
................. في كأٍسِ البَلاء
 
لن تُطْفِئَ النَّارَ الدُّموعُ
 
.................. ولن تَعُودي لِلوراءْ
 
*******************
*******************
 
في الغربِ قد عَبَدُوا الرَّذائلَ
 
................. والقبائحَ والجريمةْ
 
ما عادَ لِلتَّقوى ولِلْأعراضِ
 
................. في الأسواقِ قِيمةْ
 
واليومَ هذا الشَّرُّ يَملآُ
 
................. أرضَ فِرعونَ العظيمةْ
 
ويَكادُ يَهدِمُ دارَ يَعْرُبَ
 
................. في ظِلالاتٍ أَليمةْ
 
وطنُ الشَّرائعِ يا فؤادي
 
................. لِلهَوى أَمسى وليمةْ
 
وطنُ الشَّرائعِ دونَ وَعْيٍ
 
................. ضَيَّعَ القِيَمَ الكريمة
 
صارتْ عصافيرُ المَحبَّةِ
 
................. تَهْتَدِي بِنَعيقِ بُومةْ
 
واستقبحَ الحسناءَ وجهٌ
 
................. دارَ في فَلَكِ الدَّميمةْ
 
يا كم بَكَى ليلُ الزَّمانِ
 
................. مشاعلَ الحقِّ السَّقيمة
 
ما أَفظعَ العهدَ الجديدَ
 
................. ودعوةَ الحُبِّ العقيمة
 
*******************
 
ليلاتُنا خَمْرٌ وتحتَ
 
................. سمائِنا الأشباحُ تَسْرِي
 
ودماؤُنا دونَ احتسابٍ
 
................. في عيونِ الصَّخرِ تَجْري
 
أَنَّتْ مع القدسِ الجريحةِ
 
................. كلُّ أَشعارِ المَعَرِي
 
يا جَمْرَ بودليرَ المُشاكِسِ
 
................. هل زهورُ الشَّرِّ تَدْرِي ؟
 
نار الجحيم هنا تعالتْ
 
................. دونَ أدخنةٍ وجَمْرِ
 
والَّليلُ يمضي دونَ فجرٍ
 
................. والعُسْرُ آتٍ خلفَ عُسْرِ
 
قل للزهورِ بكلِّ شَطْرِ
 
................. تختفي في كلِّ سطرِ
 
لن تستطيعَ صِراعَ حرفٍ
 
................ خَطَّهُ بالأمسِ دهري
 
لا مَجَّدَ التاريخُ قومي
 
................ قُل لهايا جمرُ فِرِّي
 
ما أظلمَ الوجهَ المُصافِحَ
 
................. يومَ موتِكَ وجهَ قِمْرِي !!!!
 
*******************
 
سُحْقًا لِمَنْ خانُوا الأمانةَ
 
.................. واستخفُّوا بِالوصيَّةْ
 
وإذا بَدَا في الأُفْقِ هادٍ
 
.................. جَرَّحُوا فيهِ الهويَّةْ
 
هل يا تُرَى عَلِمَتْ شُعُوبي
 
.................. أَنَّنا نحنُ الضَّحِيَّةْ
 
يا أيُّها الضَّالُّونَ لَبُّوا
 
.................. ثَوْرَةَ الحقِّ الأبِيَّة
 
هَيَّا احرقُوا ذَقْنَ المُنافِقِ
 
.................. واذبحُوا في الشيخِ غيَّهْ
 
لا تَتْركوا في الأرضِ كلبًا
 
.................. أو أَجيرًا أو مَطِيَّةْ
 
أو قاضِيًا لَثَمَ الأيادي
 
.................. واشتهَى لَثْمَ الهدِيَّةْ
 
أو مُجْرِمًا حَطِمَ النُّهَى
 
.................. أو خائِنًا باعَ القضيَّةْ
 
حتَّى تَزورَ البسمةُ الغرَّاءُ
 
.................. أَوجُهَنا الشَّقِيَّة
 
ولِكي يَصيرَ الحقُّ شمسًا
 
................ فوقَ أَجنحةِ البَريَّة
 
*******************
 
ضَجَرٌ وأكبرُ هَمِّنا
 
............... قَتْلُ الهمومِ القاتِلاتِ
 
يومًا وجدْنا نَفسَنا
 
................. أَسْرى الهَوَى والتُّرَّهاتِ
 
فَتَوقَّدَ الجُرْحُ الكبيرُ
 
................. وشَبَّ في جَسَدِ الحياةِ
 
إنَّ الجُنُونَ دواءُ داءِ
 
................. الأُمنياتِ الهارباتِ
 
إنَّ الجنونَ مَصيرُ قومٍ
 
................. لم يَعيشوا لِلْمماتِ
 
ما جُنَّ غيرُ مُعَذَّبٍ
 
................. أو ضائِقٍ بِالمُغْرِياتِ
 
ما أَقْبحَ الفِكْرَ الرَّزينَ
 
................ مُكَبَّلاً بِيدِ الطُّغاةِ
 
ما أَقْبحَ الفِكْرَ الرَّزينَ
 
............. إذا احتسَى كأسَ السُّكَاتِ
 
ما أَقْبحَ الفِكْرَ الرَّزينَ
 
................. وكُلَّ أَطوارِ الثَّباتِ
 
والويلُ لِلذَّاتِ الَّتي
 
................. قد ضَيَّعَتْ كلَّ الصِّفاتِ
 
*******************
 
في رحلةٍ لم نَلْقَ فيها
 
............... غيرَ أسلحةِ الإبادةْ
 
لِجسُومِنا وعُقولِنا
 
............... ولِكُلِّ عَزْمٍ أو إرادةْ
 
شَاعَ التَّشَيُّعُ والشُّيُوعُ
 
................ وأَشْهَرَ الرَّاعِي فَسَادَهْ
 
ما كانَ مِنْ حَلٍّ سِوَى
 
................. أن يَذْبَحَ العادِي جَوَادَهْ
 
طِرْنا لِأعلى عَلَّنا
 
................ نَرْقَى لِأسبابِ السَّعادةْ
 
لكنَّنا عُدْنا وقد
 
................. عادَتْ لِقابيلَ القِيادةْ
 
الجوُّ أيضًا قد غَدَا شَرِسًا
 
................. فَمَنْ يَلْوِي عِنَادَهْ ؟!!!
 
فيهِ المَنايا ضاحكاتٌ
 
................. أُلْبِسَتْ تاجَ السِّيادةْ
 
ولقد أَحاطَ بِنا الهلاكُ
 
................. وعَشَّشَتْ فينا البَلادةْ
 
ما أَفْسدَ العِلْمَ الذي
 
................. قد أَفْقدَ الدَّاعي رَشَادَهْ !!!
 
*******************
 
هِيَ ثورةُ الأحزانِ في
 
............... قلبِ الغُلامِ المُرتَحِلْ
 
هيَ رحلةُ الأوتارِ في
 
............... نايِ الوجودِ المُشْتِعِلْ
 
هيَ وَثْبةُ الأشعارِ راحلةً
 
............... تُفَتِّشُ عن أَمَلْ
 
أَوَكُلَّما شَجَبَ الظلامَ مُنَوِّرٌ
 
............... قالوا : تَعَقَّلْ يا رَجُلْ !!!
 
وكأنَّما الوَغْدُ الصَّدوقُ
 
............... وكلُّ أَفَّاكٌ بَطَل
 
كلمات جَهْلٍ أَطلقوها
 
............... قُلْ : كَذا ، أو لا تَقُلْ
 
وكلاب فَتْكٍ عَلَّموها
 
............... أن تُجرجرَ مَن غَفَلْ
 
إنْ كانَ في الشّهْدِ السِّقَامُ
 
.............. فَهَل يُفِيدُ السُّمُّ ؟ هل ؟!!!
 
وإذا هَجَرْنا دِينَنا
 
.............. فَلِمَنْ نَعُودُ ؟ وما العمَلْ ؟!!!
 
قُلْ : سَلِّمُوا أو هَدِّمُوا
 
............... فَلِكُلِّ جَبَّارٍ أَجَلْ
 
******************
 
إنْ تَسْخَرِي يا زهرتي
 
................... مِنِّي ، فإنَّكِ باغيةْ
 
فالشِّعرُ لَحْنٌ دافِئٌ
 
.................... وشُمُوعُ حُبٍّ واريةْ
 
والشِّعْرُ عِطْرٌ .. قُبْلةٌ
 
.................... بسماتُ شَوْقٍ راضيةْ
 
هُوَ نَبْضُ قومٍ لم يَعوا
 
................... معنيً لِأيِّ كَراهيةْ
 
هُوَ مُلْتَقَى الأرواحِ في
 
................... هذي الحياةِ القاسيةْ
 
هو رجْفةٌ .. هو ثَورةٌ
 
................... هوَ صيحةٌ مُتَواليةْ
 
مِن أجلِ يومٍ مُشْرِقٍ
 
.................. بِشموسِ حقٍّ هاديةْ
 
لو تُدْرِكينَ حقيقتي
 
................... لارتَحْتِ يا مُتَعاليةْ
 
فَلَقَد أَسَرْتِ مَشاعري
 
................... بعيونِ حَملٍ حانيةْ
 
ولقد أَهَنْتِ مَحَبَّتي
 
.................. بعيونِ ذِئْبٍ ضَاريةْ
 
*******************
 
يا ريحُ قد جاءَ الشّتاءُ
 
............... وخَالطَ الوَحْلُ الحديقة
 
يا ريحُ ما ذنبُ الزُّهورِ
 
............... بِواحةِ الحُبِّ الغريقة ؟!!!
 
كم مِن قلوبٍ تَرتمِي
 
............... في بِئرِ أحزانٍ سَحيقة
 
وطيورِ أَشواقٍ تَئِنُّ
 
............... مع الأحاسيسِ الرَّقيقة
 
وهُناكَ مِن خلفِ الظِّلالِ
 
.............. تَدُقُّ في قلبي الدَّقيقة
 
وأَدورُ أَبحثُ في الوجودِ
 
............... عن الوجودِ - عن الحقيقة
 
عن شاطئٍ يَحْوِي جنونَ
 
.............. البحرِ في صمتِ العشيقة
 
عن نجمةٍ تَبْدو إزاءَ
 
............... الموجِ في خَجَلٍ أَنيقة
 
عن نَفْحةٍ عِطريَّةٍ رَقصَتْ
 
............... مع النُّسُمِ الطَّليقة
 
يا ريحُ : رُحْ وانقُرْ على
 
............... خَدِّ الرَّبيعِ لِكي تُفِيقَه
 
******************
 
لَهَفِي على ذاكَ الفَتَى
 
............... مُتَأَلِّقًا بينَ النُّجُوم
 
مُتَفائِلٌ يَهْوَى الوجودَ
 
............... ولا يُبَالِي بِالغُيوم
 
يَرْتادُ أُفْقَ الشَّمسِ
 
............... مُزْهُوًّا على مَتْنِ النَّسيم
 
ويُغازِلُ الأحلامَ والفجرَ
 
............... المُزَيَّنَ بالكُرُوم
 
لَهَفِي عليهِ وقد بكى
 
............... في لَوْعةِ الطِّفلِ السَّقيم
 
بينَ الصُّخُورِ القائظاتِ
 
............... وبينَ أشباحِ الوجُوم
 
مَنْ ذا يُكَفْكِفُ دمعَهُ
 
............... ويَقِيهِ مِن رِيحِ السمومِ ؟!!!
 
أو يُدْرِكُ الرُّوحَ التي
 
............... قد أَهْمَلَتْ كلَّ الجسومِ ؟!!!
 
لا كَرَّمَ اللهُ الذي
 
............... قد نالَ مِن قلبٍ رحيم
 
لا كَرَّمَ الله الذي
 
............... قد سُرَّ مِن دمعٍ كَليم
 
********************
 
لم يُضْمِرُ النُّورُ الظَّلامَ
 
.................. وتُضْمِرُ الشَّرَّ الحضارةْ
 
ويَتُوهُ في ضَوْءِ المدينةِ
 
.................. حاملُو شُعَلِ الإنارةْ
 
عَجَبًا لِمَنْ حَقَدُوا على
 
.................. رَجُلٍ يُغَنِّي لِلطَّهارةْ
 
ما ضَرَّهُمْ لو أَهملُوهُ
 
.................. فَقدْ يَمَلُّ الطُّهْرُ دارَهْ ؟!!!
 
أو قد يَمِيلُ إلى السُّكُونِ
 
.................. ويَزْدَرِي يومًا شِعَارَهْ ؟!!!
 
إنَّا بِعَصْرٍ وَدَّعَ الإحساسَ
 
.................. واحتَضَنَ الحِجارة
 
إنَّا بِعَصْرٍ حَقَّرَ الأخلاقَ
 
.................. وامتدحَ الحَقارةْ
 
يَصْفَرُّ فيهِ المُصْلِحُونَ
 
.................. ويَسْقُطُونَ ، وذِي مَهارةْ
 
ويَقَرُّ فيهِ المُفْسِدُونَ
 
.................. وكُلُّ عَبْدٍ لِلدَّعَارةْ
 
فَلْيَسْقُطْ الإنسانُ فَلْيَسْقُطْ
 
.................. لِكَي تَحْيَا الحضارة!!!
 
*****************
 
قُولِي لِقلبِكِ إنَّني
 
................ صَادَقْتُ في الأسواقِ وَغْدَا
 
أَدْعُوهُ رُبَّانَ الوَفاءِ
.............. وأَصطفيهِ هُدَىً ومَجْدا
 
ما مَلَّنِي يومًا ولا
 
.............. تَرَكَ الفؤادَ الحُرَّ فَرْدا
 
يَبدو أمامَ الزَّيْفِ جَبَّارًا
 
............... وعِنْدَ الهَمِّ صَلْدا
 
لم يَعْرفِ الهزلَ البذيءَ
 
................ ولا غَدَا لِلَّهْوِ عَبْدا
 
هُوَ إنْ يَعُضّ الناسُ قلبي
 
............... يَسْقِني شَهْدًا ووردا
 
قولي لِقلبِكِ إنَّنِي
 
............... ما عُدْتُ لِلعُظَمَاءِ نِدّا
 
قولي لِقلبِكِ إنّني
 
............... قد صِرْتُ لِلأوغادِ قَصْدا
 
هذا لَأَنِّي لم أًصُنْ
 
............. لِلْحِقْدِ في الإنسانِ عَهْدا
 
هذا لَأَنِّي قد رَضيْتُ
 
............... الحُبَّ والإخلاصَ قَيْدا
 
*****************
 
يا رَبِّ ما لِلْحُزْنِ في قلبي
 
............... كَإِعصارٍ ونَارِ ؟!!!
 
يا ربِّ يَسْأَلُنِي دَمِي
 
............... هل مِنْ سَبيلٍ لِلْفِرارِ ؟!!!
 
ولَقَد تَرَكْتَ لَنَا الخَيَارَ
 
............... وحقَّ إصدارِ القَرارِ
 
أَأَعيشُ في نَفْسِي ولا
 
............... أُبْدِي اهتمامًا ؟ هل أُدَارِي ؟
 
أم أمَتَطِي مَتْنَ الصَّواعقِ
 
............... تَارِكًا ذِكْرَى دماري ؟!!!
 
وإذا فَعَلْتُ فهل تُرَى
 
............... أَدَّيْتُ دَوْرِي باقتدار ؟!!
 
ومُنِحْتُ حُبَّكَ أم طَوَى
 
............... الإخفاقُ أَجْنِحَةَ انتظاري ؟!!
 
يا ربِّ قد خَنَقَ الدُّجَى
 
............... قلبي فَحَدِّدْ لِي مَساري
 
لا تَتْرُكَنِّي فوقَ تلِّ
 
............... اليأسِ مَخْنُوقًا نهاري
 
ربَّاهُ إنِّي لا أُطِيقُ
 
............... فَحَقِّق اليومَ انتصاري
 
............................................
.................................
................
© 2024 - موقع الشعر