ممنوع من التلوين - أمين دمق

يمضي على مضض...
يؤجج صمته و البحر عانق مشتهاه...،
و ما رءاه
يضمّخ الأيام أو كبواتها...!
ما زال يفترش القصيد لطيشه اللغويّ...
ينبئ عشقه أن المسافة... أدمنت عثراتها
و دواتها... خطت على طلل الوريد نجيعها
و صقيعها... لتصدر الآلام في قارورة...
مذعورة بنقيعها
تهب البحار ثبورها و مواتها... !?
يمضي على مضض...
و في طياته أنصاف عشق للتي وعدت و لم تأتي...
لترتشف الحنين و بوحه المستلّ من عقم اللغات
و ما تبقى من طنين القلب... !
قد كان يدرك حين لوح للخطاف بقلبه...
أن المدينة خاتلته و ما بكته...
لأنّه... قد ظل يظفر شعره لليل،
و الشرفات في سكراتها...
ما زال يزدرد الوداع و يرتشي...
طمي الكلام وما تقادم من وعيد الدرب...:
درب غدى ورما********** قد يربك المشهد
سرب أبى الحلما********** لن يعتلي المعبد
قلب غوى أمما********** سيباد في الموعد
يمضي على مضض...
و لا شجن يباغت خطوه
يستل من وحي الرياح لقاحه...
و نواحه... و يضم عنقاء اشتياقه
في امتشاقه... ! نخلة القلب المضرج بالأماني...
ما كان يقعي فوق آثار انكساره...
مثل خروب الكناية و الأغاني...
ما كان مكتنز الوساوس والحنان...
ليسرق النار الخبيئة... في مفازات التوجس والحصار...
و ينتشي بفجيعة إزّينت
و اجمرّ طيف نواتها...
و اصفرّ فصل سباتها...
ما كان موبوء البذار...
و ما تسربل صوته حتى يتمتم باسما...:
درب غدا ورما********** قد يربك المشهد
سرب أبى الحلما********** لن يعتلي المعبد
قلب غوى أمما********** سيباد في الموعد
يمضي على مضض...
يدحرج صبره...
والليل ترياق لوجده و اندثاري
قد كنت مثله أبتني أعشاش شوق عائمه...
قد كنت مثله أدعي أن القصيدة امرأه...
تبغي التبرّج في اللغة...
تهوى مداعبة الجناس و ما يؤرخه انفجاري...
من عبارات مفخخة... و بوح مرجئ...،
يستمطر الإيقاع و الكلمات في وكناتها...
و" كنانة"... ! سكبت رعاف رماتها...
لتصوغ من حيض المعاجم طلقة
مشكاة سهد... قد تهلل لانكساري...
كيما أقاد إلى القصيدة صاغرا... !?
و الليل عسعس قرب عوسجة النهار...
ليصطفي ما لست أعرف... !
من ينابيع التأوه... أو تضاريس التشوّه للظّلال...
و كل ما اقترف الخيال من المسارات الرّجيمة...
حيث لا تغني شفاعة حلمه الملغوم بالذكرى
و بالأحلام أو شهواتها...
قد كان يرمق طيفها... حين اشرأب فراقها...
قد كان يرمق حيفها...
و الفجر يبصق شمسه الثكلى بدون جماعها...
ليعنّ للبحر ارتشاف عناقها...
و القول ملئ الموج لا...
لا تنبش الأصداف بحثا عن أناتك أو أناي...
لا تمتطي الألوان حتى تصطفيك و تبتغيك...
لبرزخ لا يستلذّ إلى بكاي...
من ضلعك المعوج سوف يؤسس الإسراء...
في غدد الصليب إذا تصلب مبتغاي...
سأقول إن ضاق الرّفيق و ما تفتح في رؤاي...
لا لون بعدك سوف يمتشق القصيد...
أو يعتلي سبلا من الحلم المخصّب في الوريد...
إلاك...... لا.. !
فاذهب و لا ترد الديار و عقمها...
من دفء صوتك سوف نخترع الوداع...
كي نسأل الأمم القميئة عن قناع...
"قحطان" فتش عن غنائمهم و عن دمن الضّياع...
"قحطان" ردّد مرّة... !:
درب غدا ورما********** قد يربك المشهد
سرب أبى الحلما********** لن يعتلي المعبد
قلب غوى أمما********** سيباد في الموعد
© 2024 - موقع الشعر