العَـنـَـاكِــب - حمدي الطحان

للشاعر / حمدي الطحان
 
 
 
قد أَمْسَتْ كلُّ الخُيُوطِ بِأيدي العناكب
 
نَتَبَارَى إلى حَتْفِنا بالمناكب
 
القطيعُ على رأسِهِ قد مَضَى
 
في انتشاءْ
 
ما دَرَى مَرَّةً أنَّهُ قادِمٌ لِلوراءْ
 
مَنْ يُرِدْ سَوْقَنا يُبْدِ كلَّ الوَلاءْ
 
مُحْرِمًا يَحْمِلُ القُرْبانَ إلى عَتَباتِ البيتِ الأبيض
 
خاشِعًا يَلْثَمُ الأرضَ بينَ يَدَيْ سيِّدِهِ الأوحد
 
ثُمَّ يُغَمْغِمُ
 
في حَضْرَتِهِ
 
مُعْلِنًا أنَّهُ القُرْصانُ بِتِلْكَ الدِّيارِ
 
ورُبَّانُها
 
والمَعْبُودُ فيها
 
وسَيَّافُها
 
ومُضَلِّلُها
 
والمُطَوِّحُ لِليَمِّ مِجْدافَها
 
والمُغَيِّبُ فلذاتِ أَكْبادِها في التُّرابِ
 
وحَصَّادُها ...
 
 
 
************
 
 
مَنْ يُرِدْ سَوْقَنا يُلْهِب النَّارَ في سُوقِنا
 
ويُمَزِّق بالرُّعْبِ أَوصالَنا
 
ويُزلزلنا بِكرابيجِنا
 
والخيولِ التي لحروبِ العِدا
 
كُنَّا قد شريناها
 
والسُّيوفِ التي لِلْوَغَى
 
كُنَّا قد سَنَنَّاها
 
ومجانيقِنا الرَّعْناءِ التي
 
بالَّلظَى
 
والأفاعي
 
حَشَوْناها
 
وكَذَا بالكَذَّابينَ
 
القَوَّادينَ
 
المُحتالينَ
 
القابِعينَ على شاشاتٍ
 
عَهِدْناها ...
 
 
 
************
 
كم شاسِعَةٌ بَيْنَنا ذي المَسَافةْ
 
إنَّ مَأْساتَنا أَنَّنا
 
ليسَ مِنَّا مَخافةْ
 
هَيِّنٌ أَمرُنا مُذْ ثَمِلْنا السَّخافةْ
 
إنَّ مَن يَبْتَغِي أن يُوَلَّى علينا الخِلافةْ
 
يَنْبَغِي أَوَّلاً
 
أنْ يَنالَ الرِّضَا والقُبُولْ
 
ليسَ مِنَّا ولكنْ
 
مِن مُبْغِضِينا الذينَ يَدُقُّونَ
 
مِن يَوْمِهم
 
لِلْحُرُوبِ الطُّبُولْ
 
الَّذينَ يُريدُونَ أنْ يُخْرِسُونا
 
وأنْ يَدْفَعُوا شَمْسَنا
 
في مَهاوِي الأُفُولْ ...
 
 
************
 
 
قالُوا
 
خُطَبَاءُ الفِتْنةْ
 
فَلَقَدْ رَفَعُوا الكلمةَ في وجهِ مَدافِعِنا
 
ولقد غَنُّوا أُغْنيةً ما عادتْ تُطْرِبُنا
 
ولقد عافُوا الرَّقْصَ على دقَّاتِ مَزامِرِنا
 
قالوا
 
هؤلاءِ خَوارجُ هذا العصرْ
 
قد حَدَّثَنَا عنهم مِن فَجْرٍ حتَّى العصرْ
 
الشَّيْخُ المُلْهَمُ شَيْخُ شُيُوخِ المِصْر ...
 
 
************
 
 
في غَدٍ
 
لا ريبْ
 
لا بُدَّ وأن يَنْهَدَّ الكَرْب
 
يَتَحَطَّمَ صَخْرُ الَّليلِ الصّلْب
 
مهما اشتدَّتْ ظُلُماتُ اليأس
 
سَتُطِلَّ على الدُّنيا شَمْس
 
 
--------------------------------
-----------------
--------
© 2024 - موقع الشعر