أَغْرَقَتْنِيْ قَطْرَةُ - نايف سالم الزهراني

كَانَ الرُّكُودُ مَوْجِعِيْ إنّ الظَّمَا مُعْصِرةُ
بَاتَتْ نجُومِيْ مُظْلِمةً لَيْتَ بِهَا مَسْمَرَةُ
اللّيلُ شَفْقَهُ دَجَىْ لَعَلَّهَا مَدْجَرَةُ
أمْسَىْ الدّجِىْ مُحَنّكًا فِيْ لِيْلَةٍ مُقْمِرةُ
وَالكُلُّ فِيْ مَسْأَلَةٍ كأنّهَا مَسْكرةٌ
لُفَّتْ حَوَاسِيْ دَهْشَةً ذُوْ وَرْدَةٍ مُزْهِرةُ
فَعَبْقُهَا ذو رَجْرَجٍ نديّةٌ نَاشِرَةُ
مُهَفْهَفٌ مَدَلَّلٌ بَلْوَرَةٌ مُخْمِرَةُ
بَدَتْ إِلِيْ بِنَظْرَةٍ كَأَنَّهَا أُسْطُوْرَةُ
تَسْألُنِيْ مَاذَا هُنَا ؟ نَفْسِيْ بِهَا مَحْيَرةُ
مِنْ لَيْلَةٍ مُجْحِفةٌ كأنّها مُغْبِرَةٌ
فَقُلْتُ : أنْتِ ذَا هَوَىْ أَمْ أنْتِ.. لِيْ مُخْضِرَةُ
فَأَطْرَقَتْ لِيْ نَرْجِسًا قَطْرَاتَهُ مُنْثُوْرَةُ
فَطِيْبُهَا ذُوْ مَأْمَلٍ لَكِنَّهَا مُكْبِرَةُ
عَلَىْ لِقَاءِ طَيْفَهَا حُوْرِيَّةٌ مَسْتُوْرَةُ
رِدَاؤُهَا مُقَرْطَسٌ فَاتِنَةٌ مُنْصُوْرَةُ
وَجَدْتُ نَوْرًا قَدْ طَرَىْ بِظُلْمَةٍ مُحْبِرَةُ
قَصَدَ قَلْبِيْ سَهْمُهَا تِلْكَ عَلَامُ سَاحِرَةُ
تَحَدَّثتْ ! فَأَسْكَرَتْ سُكْرًا بِهِ مَعْطَرَةُ
آهٍ وَمِنْ آفاقِهَا يَاقُوْتَةٌ مُحْمِرَةُ
أَلْقَتْ بِنَطْفٍ مُبْرِقًا رَشَفَاتُهُ مَحْبُوْرَةُ
كَلَدْغَةٍ مَحْدُوْرَةٍ لَكِنَّهَا مَعْمُوْرَةُ
أَيُّوْ بَرِيْعَةٍ دَنَتْ بَلْ هَا هُنَا عَبْهَرَةُ
تَعَلَّقَتْ أَهْوَاؤُنَا كَأَنَّهَا مَغْمُوْرَةُ
فَوْقَ الصَّبَا عَانَقْتُهَا رَجَّافَةٌ مُكْثِرَةُ
أنتِ السَّمَاءُ زُخْرفٌ لَعَلَّهَا مُمْطِرَةُ
نَدَيْتَكُمْ يَا بَشَرًا فَإِنَّهَا مُمْطِرَةُ
أَغْرَقَنِيْ جَمَالُهَا بَلْ أَغْرَقَتْنِيْ قَطْرَةُ
 
نايف الزهراني
© 2024 - موقع الشعر