مِصْرُ الجَمِيْلَةُ - نايف سالم الزهراني

مِصْرُ الجَمِيْلَةُ يَا فَتَى فَنِدَاؤُهَا
............... بَيْنَ الكَوَاكِبِ كَالشِّهَابِ مُنِيرُ
تِلْكَ المَدِيْنَةُ مِثْلُ رَوْضَاتِ النَّدَى
................. تَاللهِ تِلْكَ عَلَى العَيُونِ زُهُورُ
مِصْرُ الجَمِيْلَةُ ذِكْرُهَا مُتَجَلِّلٌ
............... وَ الذِّكْرُ فِيْ آيَاتِهَا تَدْبَيرُ
فَتَدَبَّروا إنَّ الكِتَابَ دَلَالَةٌ
.............. تِلْكَ المَدَيْنَةُ قَوْلَهَا تَبْصِيرُ
يَا ابْنَ الحَلَاوَةِ وَ الطَّلَاوَةِ وَ الدَّوَى
............... مِصْرُ العَزِيْزَةُ كَالنَّقَاءِ تُثِيرُ
فَالقَوْلُ فَيْهَا ثَارَ أَجْوَاءَ الهَوَى
.............. تِلْكَ المَشَاعِرُ كَالهَوَاءِ تَدُورُ
وَتَدُوْرُ بَيْنَ صِفَاتِهَا وَ صِفَاتُهَا
............ فِيْهَا ثَرَى تَقْدِيْرَهُ تَقْدِيرُ
يَا حَظَّ مَنْ لَاقَ الفُؤَادُ بِلِقَائِهَا
.......... تِلْكَ المَدِيْنَةُ لِلنُّفُوْسِ سُرُورُ
وَلَهَا مِنَ التَّعْبِيرِ كُلَّ حَلَاوَةٍ
........... حِلْوُ اللَّسَانِ وَ نَبْضُهُ تَعْبِيرُ
تَاللهِ فَيْهَا مِنْ مُنَازَلَةِ الوَغَى
.......... هُمْ لِلشَّجَاعَةِ وَ المَكَانُ يَشِيرُ
إِنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَ المَدِيْنَةِ يَا فَتَى
......... فاَلأُمُّ تَبْكِي وَالضَيَاعُ يَجُورُ
مَعَ خَيْرِ مَيْدَانِ اللَّقَاءِ وِدُّهَا
........... يَبْقَى عَلَى أَثَرِ الزَّمَانِ نَصِيرُ
بَلْ إِنَّهَا بَيْنَ الثَّنَايَا تَرْتَقِي
.......... رَبُّ العِبَادِ عَلى المَكَانِ قَدِيرُ
اَرْحَمْ عِبَادَكَ فَيْضَهُمْ مُتَأَلَّمٌ
......... وَ الدَّمُّ يَشْهَدُ لِلكَفِيْفِ أُمُورُ
فَحَمَاكِ رَبِّيْ يَا الجَمِيْلَةَ مَعْلَمًا
........... فَحَمَاكِ رَبِّي فَالإِلَهُ كَبِيرُ
يَا أَيُّهَا المَجْهُوُلُ تِلْكَ مَدِيْنَةٌ
.......... أَحْتَارُ فِيْهَا وَ الحَدِيْثُ كَثِيرُ
يَا أَيُّهَا المَعْتُوهُ تِلْكَ زَكِيَّةٌ
........ رُغْمَ الشَّوَائِبُ مَا تَزَالُ تُنِيرُ
تَبْقَى مُنَاصِرَةً عَلَى زُعَمَائِهِمْ
......... مِصْرُ القَوِيَّةُ كَالجُسُورِ تَسِيرُ
 
مكة المكرمة
نايف الزهراني
28/10/1434ه
© 2024 - موقع الشعر