دمشق ... - نايف سالم الزهراني

دِمَشْقُ أَيَا مَجْدَ الحَضَارَةِ وَ النَّقَى
أَلَسْتِ عَلَى الإِسْلَامِ ظِئْرًا يُبَلَّقُ
 
وَكُلَّ كَيَانِ الطِّيْبِ كَانَ مُعَمَّرًا
فَأَيْنَ هِيَا عَنْ مَا يَلِيْقُ وَيَرْفِقُ
 
فَقَدْ شَاعَ مِنْ صَوْتِ الدَّمَارِ شَكِيْمَةً
وَضَخَّتْ دِمَاءٌ وَ الشَّهَادَةُ تَبْرُقُ
 
فَحَاضَتْ عَلَى الأَكْبَادِ حُزْنًا مُوَقَّدًا
وَأَبْكَيْتِ أَعْمَى فَاقِدًا مَا يُغَسَّقُ
 
فَكَفْكَفَ قَلْبِيْ بِالبُكَاءِ عَلَى النَّوَى
وَنَحْنُ عَلَى أَكْفَانِهَا نَتَحَرَّقُ
 
دِمَشْقُ ثَرَاكِ الدَّمَّ الذِي بِالنَّوَى كَسَا
عَلَى بَاسِقَاتِ الغَيْمِ وَالغَيْمُ تَصْعَقُ
 
وَيَشْهَدُهَا ذَاكَ الفَطِيْمُ بِمَا كَفَى
فَإِنَّ فَطِيْمَ الصَّوْتِ يَبْقَى يُحَدَّقُ
 
وَدَمْدَمَ بُرْكَانُ الصَّفَا فِيْ مَعِيْشَةٍ
وَكُلَّ عَلَى أَشْلَالِهَا يَتَحَذَّقُ
 
لَهَا فِيْ ثَرَى الأَعْمَاقِ مَنْ هُوَ حَارِقٌ
فَحَتَّى صُرَاخُ اللَّيْلِ يَبْكِي وَ يُشْهَقُ
 
وَمَوْجُ اللَّيَالِيْ فِيْ نَوَاهِ مُشَحَّبٌ
وَذَاكَ نَهَارٌ شَامِخٌ لَا يُشَوَّقُ
 
وَلَا نَجْمَةً الأَنْوَاءِ تَرْوِي حِكَايَةً
فَأَيْنَ نُجُوْمُ اللَّيْلِ حَيْثُ تُفَيْلُقُ
 
سَتَبْكِيْكِ آياتُ المَكَارِمِ وَ التُّقَى
وَكُلَّ مَحَارِيْبِ السُّجُوْدِ تُشَهَّقُ
 
دِمَشْقُ فَقَدْ قَاسَاكِ مَا كَانَ ظَالِمًا
سَتَبْقِي كِسَاءً وَالجَوَارِحُ تَطْرُقُ
 
وَتَبْقَيْنَ فِيْ فَيْضِ الجَوَارِحِ آيَةً
وَكُلُّ سِيَاجِ الطَّهْرِ مِنْكِ مُشَوَّقُ
 
نايف سالم الزهراني
مكة المكرمة
© 2024 - موقع الشعر