يا ليتها

لـ حمدي الطحان، ، في غير مُحدد

يا ليتها - حمدي الطحان

للشاعر : حمدي الطحان
 
يا ليتها صمَّاءُ قبضةُ دولتي
يا ليتها عَمِيتْ بداءِ القسوةِ
 
يا ليتها سَحقتْ ذئابًا مزّقوا
حُلْمَ الحشودِ على ضِفافِ الثورةِ
 
تلكَ الكلابُ الضَّارياتُ تَرُجُّنا
وَلغَتْ بمسجدِنا وكلِّ كنيسةِ
 
حَطِمَتْ عِظامَ براءةٍ و طفولة
نهَشتْ شِغافَ محبّةٍ وفضيلةِ
 
عبثتْ بماضينا المجيدِ وعُمرِنا
وغَدٍ تَخفَّى خلفَ تلَّ العتمةِ
 
طَعنتْ فؤادَ شِتائِنا و ربيعِنا
بَترَتْ أكُفَّ النيلِ ، يا لَلْحسرة !!!
 
حتَّى الطيورُ بكلِّ أرضٍ هاجرتْ
تبكي على عِزٍّ مضى و هناءةِ
 
حتَّى الزهورُ تجرّدتْ من عطرِها
وتكسّرتْ فوقَ الجدارِ الميِّتِ
 
الشمسُ ما عادتْ تبوحُ بسحرِها
فلقد أُصيبتْ بالقذى و الّلوثةِ
 
والأرضُ تُسقِطُ حَمْلَها مذهولةً
فلقد سقَوها السُّمَّ فوقَ القدرةِ
 
وضعوا لنا الأسقامَ غصبًا أو رضا
في مائِنا وهوائِنا و الكِسْرةِ
 
وتحالفوا ضدَ ابتسامةِ ثغرِنا
وتحكّموا في نبضِنا والهمسةِ
 
هذا أوانُ الحَسْمِ فوقَ الحِكمةِ
ويدٍ بلا قلبٍ وسيفٍ مُصْلَتِ
 
الثأرٌ للأجيالِ يصرخُ راعدًا
فلْتُنصتوا أو فارجعوا بالّلعنةِ
 
إنَّ الضحايا لن تَجفَّ دماؤُهم
إلاَّ إذا سُفِكتْ دماءُ العُصبةِ
 
ماذا بربِّكَ قد يُكفكفُ جُرحَنا
إلاَّ القِصاصُ الحقُّ جَمُّ القوةِ ؟!!
 
إلاَّ إذا سُحِقَ الدُّجى و فلولُهُ
وتبسَّمتْ مِصرُ الحبيبةُ مُهجتي
 
*****************
***********
*****
© 2024 - موقع الشعر