ما الوصلُ إلا لمنُسَجِمِ - وليد السقاف

من وصَلَ الحُب في عَشَمٍ
و من حَبَ الوصّلَ في نهَمِ

ما الوصلُ إلا لمُنْسَجِمِ
هذا ما كانَ من القِدَمِ

كل أطرافه في شَجنٍ
من ذكرِ حبيبه في اليومِ

و يهيم بشوقٍ من الفَجرِ
و إن جاء الليل ففي حِمَمِ

و إن دقَ اليدَ على الدفِ
تاه في فَلكٍ مع النُجُمِ

يصعدُ في دَرجٍ من الفَرحِ
يسعى في وصلٍ بلا نومِ

يُغمِض عيناه لكي يرقى
و النور يهدي في الظُلَمِ

و الروح تصعدُ في أُنْسٍ
و الناس حوله في نَغَمِ

و الناظر له لا يعلم
و يظنُ أنه في حِلمِ

و هو في أيدٍ ترعاه
قد تركَ الجَسدَ بلا ألَمِ

و تراه في نشوٍ و سعادة
يشربُ من كأسٍ لا وَهمِ

يطير في هوا من الهوى
بلا جناح من العظْمِ

و تزول أستارٌ من حُجُبِ
و السالك فيها لدى النُجمِ

فالحبُ فَناءٌ لذي فَهْمٍ
و الحدُ فيه بلا عِلْمِ

من حبَ الوصل في سلوى
و إن ظن الغير به غُرْمِ

قد بلغ حداً في النجوى
القلب ينطقُ بلا كَلِمِ

و ترى في الجسد هزهزة
من أعلى الرأس الى القدمِ

و دمع العين قد سال
من أملِ الوصلْ بالعَشَمِ

و يبوح بشوقٍ و هيامٍ
و ان ألقى العاذل من تُهَمِ

ما دام العمر مرحلةً
القربُ الأولُ في الهَمِ

من فاته لحظٌ في الحب
قد فاته دهرا من النِعَمِ

من عَرف الحب قد عَلِمَ
ما الوصلُ إلا لمنُسَجِمِ

© 2024 - موقع الشعر